انطلقت رسميا، مساء أول أمس الأربعاء، بالرباط، أشغال المؤتمر العالمي الرابع للمدن والحكومات المحلية المتحدة، المنعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار "تصور المجتمع .. بناء الديمقراطية"، بمشاركة حوالي ثلاثة آلاف مشارك من أكثر من 100 بلد. وقال فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط، إن هذا المؤتمر يكرس مكانة الرباط وإفريقيا على الساحة الدولية. وأضاف ولعلو، في مؤتمر صحفي مشترك مع قادري توباس، رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة وعمدة إسطنبول، على هامش انطلاق المؤتمر، أن "مؤتمر الرباط يشكل لحظة مهمة بالنسبة لمدينة الرباط، المسجلة ضمن التراث العالمي للإنسانية، والتي أصبحت فضاء لتبادل الخبرات والتجارب على الصعيد العالمي في مجال حكامة المدن والحكومات المحلية". وأضاف ولعلو أن المؤتمر يشكل، أيضا، لحظة تاريخية بالنسبة للمنطقة المتوسطية، في ظل التحديات المطروحة على دول المنطقة، على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على المدن في المجالات الاجتماعية والاقتصادية. كما يشكل فرصة متميزة لاقتراح ومناقشة حلول محلية ملموسة للمشاكل العالمية، وفرصة لتحديد السياسات المتعلقة بالعمل الدولي للسلطات المحلية والإقليمية، من أجل المساهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للأجندة الدولية للتنمية، مبرزا أن "المؤتمر مكن المشاركين الوافدين من مختلف بلدان العالم من الاطلاع عن قرب على بلادنا، التي تتسم بالانفتاح والتسامح وتقبل الآخر والتنوع العالمي، لأن المغرب يشكل جوهر هذا التنوع، بالنظر لتعدد إرثه الثقافي وموقعه الجغرافي الاستراتيجي". وشدد عمدة الرباط على أن المدن والسلطات المحلية عبر العالم مدعوة إلى رفع التحديات المطروحة على الإنسانية، في سياق عالم يتسم بتسارع وتيرة التمدن، مؤكدا على ضرورة تعزيز دور المنظمة داخل هيئة الأممالمتحدة، وعلى أهمية عمل السلطات المحلية والمنتخبين إلى جانب المجتمع المدني، من أجل تسوية المشاكل المطروحة على المديين المتوسط والقصير. من جهته، قال توباس إن المغرب، باحتضانه للمؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، ينخرط ضمن سياق مسلسل التحول والإصلاح الذي تشهده المملكة، والذي تجسد من خلال مضمون الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال هذا المؤتمر، مبرزا أن السلطات المحلية تشكل فاعلا مهما ضمن مسلسل تنمية المدن. وأشار إلى أن للمنظمة إرادة قوية في أن تصبح شريكا ضمن أجندة ما بعد 2015، في أفق القضاء على كافة أشكال الفقر والتهميش، من خلال التخطيط الجيد للمدن، وإرساء أسس التنمية المستدامة القادرة على تشجيع الولوج إلى التعليم والصحة، ومختلف المرافق العمومية، لفائدة سكان المدن، الذين يجب إدماجهم ضمن مسلسل تطوير المدن، من خلال الإنصات لمتطلباتهم الأساسية وجعلهم شريكا في تحقيق التنمية المحلية، والرفع من مستوى عيشهم داخل المدن، في سياق مقاربة تشاركية مع السلطات المحلية. افتتاح معرض الرباط"إيكسبو" من جهة ثانية، وموازاة مع انطلاق أشغال المؤتمر، افتتح ولعلو وعمدة إسطنبول، معرض الرباط إيكسبو، الذي ينظم على هامش المؤتمر، إذ زارا مختلف الأروقة التي يتضمنها المغرب، والتي تمثل عددا من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، التي تعمل مع الجماعات المحلية، بالإضافة إلى أروقة بعض البلديات عبر العالم. كما زارا باقي الأروقة، وضمنها رواق الصناعة التقليدية، غذ اطلع عمدة إسطنبول على ما يتمتع به الصانع التقليدي المغربي من مهارات، تعكس عراقة الأصالة المغربية. وفد وزاري يزور المعرض كما زار هذا المعرض وفد وزاري، كان ضمنه عبد الله باها، وزير الدولة وامحند العنصر، وزير الداخلية، والشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية. وفي تصريح للصحافة، خلال هذه الزيارة، قال العنصر إن "معرض الرباط إيكسبو فضاء لعرض أروقة لمقاولات ومؤسسات حكومية وغير حكومية، لها علاقة مع الجماعات المحلية والتنمية المحلية"، مشددا على أنه "لا يمكن تحقيق ديمقراطية كاملة، دون إرساء ديمقراطية محلية، وهو ما كرسه الدستور الجديد للمملكة". ويقام المعرض بالقطعة الأرضية المقابلة لفندق سوفيتيل، حديقة الورود على حوالي 10 هكتارات، هكتار واحد منها مغطى ومهيأ، يضم أجنحة خاصة بالمقاولات المختصة في مجال تدبير المهن البلدية، وجناحا خاصا بالشبكات العالمية لحركة المدن والمؤسسات المالية الداعمة للجماعات، بالإضافة إلى جناح مغربي خاص بمختلف جهات المملكة. ويشكل المعرض فرصة استثنائية للمقاولات لعرض منتجاتها وخدماتها إلى صناع القرار في كبريات مدن إفريقيا، وغيرها من القرارات.