بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. توجت وقائع فعاليات البينالي الدولي للفنون بباريس خلال شهر فبراير 1978، الذي شاركت فيه الشعيبية بلوحاتها، بمقال كتبه المندوب العام لهذه التظاهرة الإبداعية العالمية، جورج بوداي،( وهو أيضا نائب الجمعية الدولية لنقاد الفن) وحمل المقال النقدي عنوان "الشعيبية". تقدم "المغربية" ترجمته إلى العربية:"شاءت المصادفة أن ألتقي لمرة وحيدة الشعيبية، حدث هذا الأمر خلال أحد معارضها بباريس في فترة تعود إلى أزيد من عشر سنوات. لكن، كان الحلم دائما يراودني في مناسبات عدة وأنا أتملى وأغوص في كائناتها اللونية وشخوصها الطافحة حياة وفرحا، المنتصبة على جدران رواق صديقتنا الناقدة والفنانة سيريس فرونكو. يبدو لأول وهلة أن الشعيبية مثلها مثل سائر الفنانين العصاميين، تبعث إحساسها العميق عبر الألوان. فاللون لغة المشاعر الوجدانية، والشعيبية فنانة مولعة بهذه المشاعر القوية. كل إحالة على التقاليد المغاربية وأعرافها، الشعيبية ليست اعتباطية بل لا إرادية، فهي التي تعبر عنها من خلال رواق البورتريهات التي تتوزع على لوحاتها الفنية. أحيانا، يبرز شكل مغربي ليس فحسب كمرجع ثقافي أو تاريخي، ولكن أيضا كقيمة تشكيلية ونفسية خالصة. علينا أن نتجنب التناظرات التمثيلية التي تدفع إلى الاستناد إلى تجارب دولاكروا وماتيس. إذا كانت للشعيبية قرابات جمالية، فهي بكل تأكيد مع التعبيريين كيفما كان أصلهم الإثني. إنها تنتمي إلى مجموعة كوبرا التي نشأت في شمال أوروبا. عاشت بشمال إفريقيا وتحدت عزلتها، وربما في بلدها تجد الأخوة والتفاهم. عندما ينبجس اللون تلقائيا من القلب، فالخط عليه ألا يخونه: فهو ينقذ الانطباع في الحد البارز، كما أن المهارة الراجحة تصبح جودة. إن التردد الذي تحاول التعبير عنه لا يسيء لقوة الإيحاء، كما أن الألوان والأشكال إطار واحد. الكل يمتزج في نسق حميمي على صورة الانسجام الذي يحكم ويتحكم في قلب الفنانة. علينا أن نحيي المغرب الذي يفتخر بفنانيه، ونتمنى أن يكبر عددهم على صورة وشاكلة الشعيبية وقيمتها". يذكر الحسين طلال أن والدته عندما عرضت بالمعرض الدولي للفن المعاصر شهر أكتوبر 1984 بباريس صرحت لجميع الإعلاميين "عرضت لوحاتي ذات الحجم الكبير، وأثارت إعجاب الناس الذين وجدوا فيها الشمس والألوان، وحضور المغرب. لقد كنت سعيدة".