بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. 'مهبولة' اشتوكة بركة المغرب الحلقة 48 أواخر 1950، تعرف طلال على الفنان الراحل أحمد الشرقاوي، وأصبح صديقه الحميمي. كان الشرقاوي حينها الفنان المغربي الوحيد المعترف به داخل الأوساط الفنية الباريسية. في سنة 1961، قرر الناقد الفني والمنظر الرسمي لحركة "مدرسة باريس" بيير كودبير زيارة المغرب للتعرف واكتشاف التشكيل المغربي قيد شبابه، وذلك بإصرار من أحمد الشرقاوي. بالدار البيضاء، دعا طلال صديقه صحبة رفيقه الناقد الوازن إلى تناول وجبة كسكس التي تتفنن الشعبية في تهييئه. بعد هذه الوجبة، وأثناء شرب الشاي المنعنع، أتت الشعيبية متأبطة بعض أوراق الكارتون رسمت عليها، في تخطيطات كبيرة، زرابي يدوية مغربية. ذهل بيير كودبير أمام هذا المنجز، و سأل بحيرة : من رسم هذا؟ أجابته الشعيبية على التو : أنا، موسيو". تدخل الحسين طلال : "لقد أنجزت هذا في مكانها الخاص، دون أن تريني إياه. استعملت أوراق الكارتون أو بقايا الريبولان الذي أعددت به صباغة الشقة ويديها". أمام هذا الوضع أصدر كودبير حكمه : "إما ستتوقف من تلقاء ذاتها خلال ثلاثة أشهر، وإما ستصبح فنانة كبيرة، لكن لا تتدخلا في أمر رسمها (موجها الخطاب إلى الحسين طلال و الشرقاوي". إلى جانب بيكاسو وميرو وعباقرة الفن الآخرين في سنة 1966، عرضت الشعيبية برواق سولستين، في حي ماري الباريسي. قامت الناقدة الفنية سيريس فرانكو ورفيقها كورنوي (فنان شهير من أعلام حركة كوبرا) بتقديم دليل معرضها الأول. ولجت الشعيبية عالم الفن العالمي من بابه الواسع، وكانت أعمالها تثير إعجاب نقاد الفن وجمّاعي اللوحات واستقبلتها المتاحف العالمية بصدر رحب، كما أشار إلى ذلك ناقد فرنسي. في ذلك الإبان، نشأت الحركة التصويرية الأوروبية (كوبنهاغن، أمستردام، بروكسيل وباريس) المعروفة بكوبرا عام 1945، حيث تنادي ب "فن خام" متحرر من أي تأثير تاريخي، وثقافي، أو بيئي. فن بدائي في شموليته، يتخذ كنموذج له رسم الأطفال، والخربشات ، والمختلين ذهنيا.