بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. الشعيبية تسلم على فابيس جاك خلال افتتاح معرضها في القصر الكبير 'فياك' بباريس توج مشاهير النقاد في العالم الشعيبية فنانة كبيرة في القرن العشرين، لعامل موضوعي نظرا لكون أعمال هذه الأخيرة عرضت بجانب أعمال فنانين عالميين أمثال ميرو، وبيكاسو، ومودغلياني.منذ عام 1971 ، أدرجت أيضا الشعيبية في "لاروس" الفن بالعالم، وخلال عام 1977 ، دخلت القاموس المرجعي "Bézénit" لكن لا أحد نبي في بلدته. فبينما يقف الغرب مذهولا أمام موهبة الشعيبية طلال الخارقة، نجد الأسماء الصادحة للفن المعاصر بالمغرب تخصها بازدراء كلي. يجب القول بالنسبة لهم أن إنتاج هذه الأخيرة مختزل في الفن الفطري. مع ذلك، فنقاد الفن يجمعون في هذا الصدد حول هذه الحقيقة: أسلوب الشعيبية لا علاقة له بالشكل التعبيري للفن الفطري. وإذا كان من اللازم تصنيف هذا الأسلوب فقد اتفق بعض النقاد على القول إننا في حضرة "فن خام" (Art brut)، أي نموذج تشكيلي كما نادت بذلك الحركة الأوروبية كوبرا (Cobra ) عام 1945، الذي يهم فنا متخلصا من كل تأثير معرفي، وثقافي، وتاريخي. الواقع أن أسلوب الشعيبية غير قابل للتصنيف. في ما بعد، نقول عمل "الشعيبية" كما نقول عمل "بيكاسو" ... وأيضا كما نبيع عملا ل "بيكاسو" : الشعيبية هي الفنانة المغربية الوحيدة المتداولة أعمالها في البورصة بسعر مرتفع، وجماعو اللوحات مستعدون لدفع مليون درهم كمبلغ زهيد لاقتناء واحدة من لوحاتها. توفيت الشعيبية بالدارالبيضاء عام 2004 في سن الخامسة والسبعين، إثر أزمة قلبية. وهبت للأجيال القادمة إنتاجا فنيا فياضا. فلوحاتها تعزز و تغني مجموعات عدة دول من بينها فرنسا، وإيطاليا، واليابان، وسويسرا، والهند، وهايتي، وأستراليا، وبريطانيا العظمى، والولايات المتحدةالأمريكية. كما تغني لوحاتها كبريات المجموعات الخاصة في العالم، كمجموعة في ملكية شخصيات مغربية، وكذا مجموعات أخرى بفرنسا، وإيطاليا، ولبنان، ومصر، والهند، وكندا، وإسبانيا، وسويسرا، وهولاندا، وبلجيكا، والسويد، والدانمارك، وألمانيا، وأستراليا، ، وزيلاندا الجديدة، وإفريقيا الجنوبية. مجمل الكلام، لقد كانت مهبولة شتوكة بركة ونعمة بالنسبة للمغرب كله.