بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. 'مهبولة' اشتوكة بركة المغرب الحلقة 49 على غرار كورناي، تبنى ممثلو هذه الحركة أمثال ألشنسكي، وآرب، وآبل، وآخرين الشعيبية، وشكلوا منها نوعا من صورة العذراء (MADONE) . ففضلا عن كون عملها الفني يترجم بصيغة شبه إعجازية نموذجهم التشكيلي، كانت شخصية الشعيبية ذاتها تفتن كل هذا العالم الجميل. من كان بمقدوره خلال هذه السنوات أن يقاوم سحر الجليل والحليم للشعيبية؟ هذا الجسد الجذاب والمفتون، المثال ذاته للأمومة، هذا الصوت الأجش والساخر أحيانا، هذه النظرة الثاقبة ولكنها متبصرة، هذا الشعر الأسود لهنود أمريكا، هذه القفاطين والعمرات إلخ... كل هذا يجعل من الشعيبية شخصية كاريزمية قريبة من الشامانية. دافعت سيريس فرونكو بحدة وضراوة عن الشعيبية منذ أن أصبحت مروجة فن مطلع 1970، انطلاقا من رواقها الباريسي "عين الثور". توالت المعارض الفردية والجماعية : نيويورك ،وريو، وبوغوتا، وجنيف، وبرلين، وأمستردام، وطوكيو، إلخ. تعددت، أيضا، مقالات وأغلفة المجلات الأكثر تداولا ورصانة : العين، معرفة الفنون، أرتونسيون، لوفيسييل، إيل، إلخ. في عروض البيع بالمزاد العلني، توجد الشعيبية بالضبط في تمام أسهم بيكاسو، وبراك، وميرو، وآبل، ودوبوفيي، وتانغيلي وآخرين. إنها المرأة الوحيدة التي تمثل الفن الصباغي للقرن العشرين، حيث رافقت في الكاتالوغات صونيا دولوناي. في عام 1971، ورد اسمها في لاروس الفن العالمي، و في سنة 1977، دخلت القاموس المرجعي "بنيزيت". فن فطري فن خام فن معاصر في المغرب الأشياء أقل بساطة. فالفنانون المعاصرون والمثقفون غير مرتاحين أمام ظاهرة الشعيبية. أمر عاد: يقوم كل الخطاب النقدي التشكيلي بالمغرب بعد الاستقلال على هذه الثنائية الضدية : فطري – عالم ، تشخيصي – تجريدي . كل رسم فطري أو تشخيصي معرض إلى السخرية لأنها غارقة في الفولكلورية ومستلبة ، وخاضعة للعبة الغربيين المعمرين الجدد الذين يرون فينا صورة "المتوحشين" أو "المواضيع الطريفة".