بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. 'مهبولة' اشتوكة بركة المغرب الحلقة 47 نشرت المجلة الأمريكية "أوت نيوز" مقالا ضافيا حول الشعيبية رصدت فيه أبرز محطات مسارها الفني، وتناولت بالدراسة والتحليل أسلوبها التشكيلي، الذي يتجاوز كل تصنيف مدرسي، معتبرة إياها المرأة التشكيلية الوحيدة، التي تمثل الفن الصباغي الحديث إبان القرن العشرين إلى جانب الفنانة العالمية صونيا دولوناي. كما انتقدت فيه الموقف المجاني والسلبي للأوساط الثقافية والفنية المغربية في مطلع الستينيات إزاء ظاهرة الشعيبية، مفندة مزاعمها الواهية تحت ذريعة "النزعة الاستعمارية"، و"الروح الفولكلورية". فالشعيبية حسب هذا المنبر الإعلامي الأمريكي لا علاقة لها بالفن الفطري إطلاقا، بل تمثل الفن المعاصر بكل معنى الكلمة، لأنها استطاعت أن تترجم أحاسيسها البصرية بأسلوب رصين ومحكم يتسم بالتلقائية، والانسجام، والوحدة، والخصوصية الأسلوبية المذهلة، مما توج أعمالها الإبداعية التي أصبحت تباع في المزادات العلنية العالمية إلى جانب بيكاسو، وميرو، وبراك، وآبل، ودوبوفي، وتانغيلي وآخرين. وأسر لنا لأول مرة الحسين طلال بأن الشعيبية هي الفنانة الوحيدة في هذه المزادات الدولية التي تمثل الأوساط المغربية والإفريقية والعربية والإسلامية، إذ لا يرد اسم أي فنانة أو فنان عربي أو إسلامي آخر. في ما يلي نص الترجمة الكاملة، التي أنجزها الناقد الفني عبد الله الشيخ: "ولدت الشعيبية وترعرعت في جهة شتوكة، وسط سهول يحدها المحيط، سهول خصيبة، وخضراء ، وزاهرة خلال الربيع. هل كانت تشارك في صغرها في فن أشغال الحقل؟ على كل حال، لقد تعلمت مبكرا نسج الزرابي. زرابي ذات ألوان ناصعة، وتشكيلات تجريدية، كما عهدتها في جهة نشأتها. ما كادت تصل سن البلوغ حتى تزوج بها طحان متقدم في السن، من أصل صحراوي، استقر بالدارالبيضاء. حوالي 16 أو 17 سنة، ترملت، وهي ترعى ابنها الوحيد. ثابتة العزم ومجدة، اشتغلت لدى عدة أسر فرنسية قبل فجر الاستقلال. تربى الحسين طلال في دلال أمه داخل وسط أوروبي، حيث كان همها الوحيد. حصل على شهادة "البروفي" التقنية، ولج عالم الشغل، متعاطيا بعزم وحزم للتصوير الصباغي. بشكل سريع ذاع صيت فنه في الصالونات الفنية المقامة سنويا بالدارالبيضاء ومراكش، فقد كان إلى جانب حسن الڭلاوي والطيب لحلو يمثل حصريا المشاركة المغربية.