في محاولة لفهم التطور في عمل الخلايا الإرهابية، تقدم "المغربية" قراءة في تاريخ أبرز الخلايا وكيف حاولت تهييء موطئ قدم لتنظيم القاعدة داخل المغرب حتى يصبح قاعدة خلفية للتخطيط لعمليات دموية. الحلقة الحادية عشرة الاستعانة بالكلاب البوليسية لتفكيك خلايا الإرهاب لم يكن هاجس الأمن المغربي التركيز على التحركات التي تستهدف تنفيذ اعتداءات إرهابية تهز استقرار المملكة، بل انخرطت أيضا في تقديم مساعدات كبيرة لأجهزة أمنية دولية بهدف إحباط عدد من العمليات. ومن أكثر الاستراتيجيات التي عمد الأمن المغربي لاعتمادها خوض حروب استباقية ضد الإرهاب، طالت حتى من يقفون وراء تجنيد مقاتلين شباب مغاربة لإرسالهم إلى مناطق التوتر. وبرزت آخر هذه العملية، خلال السنة الجارية، عندما كشفت عن تجنيد 21 مغربيا من طرف خلية تنشط في 5 مدن وإرسالهم إلى مالي. وبناء على المعطيات التي قدمها الأمن المغربي، جرى تعميم نشرات حمراء على الصعيد الدولي تفيد إيقاف المبحوث عنهم على ذمة مسطرة التسليم. وكانت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية٬ بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني٬ تمكنت من تفكيك خلية تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة متشبعين بفكر "القاعدة" قصد إرسالهم لما يسمى بالجهاد بمنطقة الساحل٬ والمتكونة من عناصر عديدة تنشط بكل من مدن الناظور، والدار البيضاء، وجرسيف، والعيون، وقلعة السراغنة. وأثبتت التحريات أنه في إطار أنشطتهم المتطرفة٬ تمكن قياديو هذا التنظيم من إرسال أكثر من عشرين متطوعا مغربيا٬ جرى تحديد هوياتهم٬ للجهاد بشمال مالي ضمن صفوف كل من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وحليفه "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"٬ حيث يخضعون لتداريب عسكرية من أجل إشراكهم في عمليات إرهابية بالمنطقة. ويتعلق الأمر امحمد المرابط، الملقب ب "الصويري"، وسعيد دكداك، الملقب ب "أبي عبد الرحمان"، وفؤاد عمران، ومحمد بيا، ومحمد المخنتر الملقب ب "محند"، وعلي وإدريس مايشو، وعلي وموسى وإبراهيم القدوري، وعبد الإله العزوزي، ويونس زازا، وحمدي المريضي الملقب ب "عبد الحميد"، ومحمد زازري، ومراد الرطاع، والمهدي الركراكي، ويوسف نور الدين، وعبد الرزاق جابري، وعبد الفتاح بوحفاص الملقب ب "أبو حفص"، وعلوات بابا، وسعيد محمد زكرياء، مغربي ذو جنسية إسبانية. كما أثبتت التحريات أن هذه الشبكة قامت٬ في بداية أنشطتها الإرهابية٬ بإرسال بعض عناصرها إلى ليبيا كمحطة أولى قبل التحاقهم بالتنظيمين الإرهابيين السالفي الذكر بشمال مالي٬ ومن ثمة شرعوا في تجنيد المتطوعين من داخل التراب المغربي وإرسالهم إلى منطقة الساحل٬ بطريقة سرية عبر الحدود المغربية الجزائرية٬ بتنسيق مع قياديي "تنظيم القاعدة" الذين يتولون تسهيل مرورهم إلى شمال مالي وتزويدهم بمبالغ مالية. وكان بعض عناصر هذه الشبكة على اتصال بمواطن مالي حل، أخيرا، بالمغرب٬ جرى إلقاء القبض عليه في إطار هذه القضية. كما كانت هذه الشبكة الإرهابية بصدد الإعداد لإرسال مقاتلين جدد إلى شمال مالي عبر الحدود المغربية الموريتانية بعد أن تمكنت من إرساء علاقات وطيدة مع عناصر متطرفة تنشط بجنوب المملكة. وذكر بلاغ للداخلية أنه جرى، أخيرا، إلقاء القبض بالتراب الوطني على أحد المتطوعين المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي وتقديمه إلى العدالة٬ الذي كان التحق بشمال مالي٬ حيث أقام مدة من الزمن قبل أن يجري اختياره للعودة إلى المغرب في إطار مهمة تخريبية أوكلت إليه من طرف قياديي "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا".