تمكنت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة متشبعين بفكر تنظيم "القاعدة" وذلك قصد إرسالهم لما يسمى بالجهاد بمنطقة الساحل، والمتكونة من عناصر عديدة تنشط بكل من مدن الناظور، والدارالبيضاء، وجرسيف، والعيون، وقلعة السراغنة. وجاء كشف الخلية، حسب ما أكده مصدر مطلع، ل"المغربية"، بعد حملة إيقافات استهدفت، صباح أول أمس السبت، المدن المذكورة، خاصة الناظور، حيث ألقي القبض على 7 أشخاص. ويتعلق الأمر بعبد الكريم (م)، وهو معتقل سابق في إطار ملفات السلفية الجهادية، وطالب السعيدي، من مدينة الناظور، وعماد وإبراهيم (أ)، ولحمر (غ)، من سلوان، وحجي (أ)، من فرخانة، ورشيد (ق)، من العروي. وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية أن التحريات أثبتت أنه، في إطار أنشطتهم المتطرفة، تمكن قياديو هذا التنظيم، منذ أشهر، من إرسال أكثر من عشرين متطوعا مغربيا، جرى تحديد هوياتهم، ل"الجهاد" في شمال مالي ضمن صفوف كل من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وحليفه "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، حيث يخضعون لتداريب عسكرية، من أجل إشراكهم في عمليات إرهابية بالمنطقة. ويتعلق الأمر بامحمد المرابط، الملقب ب "الصويري"، وسعيد دكداك، الملقب ب"أبي عبد الرحمان"، وفؤاد عمران، ومحمد بيا، ومحمد المخنتر، الملقب ب "محند"، وعلي وإدريس مايشو، وعلي وموسى، وإبراهيم القدوري، وعبد الله العزوزي، ويونس زازا، وحمدي المريضي الملقب ب "عبد الحميد"، ومحمد زازري، ومراد الرطاع، والمهدي الركراكي، ويوسف نور الدين، وعبد الرزاق جابري، وعبد الفتاح بوحفاص، الملقب ب"أبو حفص"، وعلوات بابا، وسعيد محمد زكرياء، وهو مغربي ذو جنسية إسبانية. كما أثبتت التحريات، يضيف البلاغ، أن هذه الشبكة قامت، في بداية أنشطتها الإرهابية، بإرسال بعض عناصرها إلى ليبيا، كمحطة أولى قبل التحاقهم بالتنظيمين الإرهابيين السالفي الذكر بشمال مالي، ومن ثمة شرعوا في تجنيد المتطوعين من داخل التراب المغربي، وإرسالهم إلى منطقة الساحل، بطريقة سرية عبر الحدود المغربية الجزائرية، بتنسيق مع قياديي "تنظيم القاعدة" الذين يتولون تسهيل مرورهم إلى شمال مالي، وتزويدهم بمبالغ مالية. وتجدر الإشارة إلى أن بعض عناصر هذه الشبكة كانوا على اتصال بمواطن مالي حل أخيرا بالمغرب، ألقي القبض عليه في إطار هذه القضية. كما كانت هذه الشبكة الإرهابية بصدد الإعداد لإرسال مقاتلين جدد إلى شمال مالي، عبر الحدود المغربية الموريتانية، بعد أن تمكنت من إرساء علاقات وطيدة مع عناصر متطرفة تنشط جنوب المملكة. وذكر البلاغ أنه ألقي القبض، أخيرا، بالتراب الوطني، على أحد المتطوعين المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي وتقديمه إلى العدالة، وكان التحق بشمال مالي، حيث أقام مدة من الزمن، قبل اختياره للعودة إلى المغرب، في إطار مهمة تخريبية، أوكلت إليه من طرف قياديي "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا". وقال بلاغ وزارة الداخلية إن المشتبه بهم سيقدمون، إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكانت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحالت، بداية نونبر الجاري، على قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف في سلا طالبا من مدينة بودنيب، بإقليم الرشيدية، تتهمه السلطات الأمنية بربط صلة بخلية "أنصار الشريعة". وأوضح مصدر موثوق أن المعني بالأمر، المزداد سنة 1993، وجهت له تهم محاولة صنع قنبلة، وتكوين معسكر في الرشيدية، وتكوين خلية إرهابية". وجاء ذلك بعد أيام من تفكيك مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية خلية إرهابية، تطلق على نفسها اسم "أنصار الشريعة بالمغرب الإسلامي"، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية ضد أهداف ومواقع حيوية بعدد من المدن المغربية. وتتكون هذه الخلية من ثمانية أفراد، بينهم معتقل سابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب، ويتزعمها أحد الناشطين البارزين في المواقع الإلكترونية ذات الصلة بتنظيم "القاعدة". وخطط أعضاء هذه الخلية الإرهابية، حسب بلاغ للداخلية، لتنفيذ عمليات تخريبية ضد أهداف ومواقع حيوية، ومنشآت حساسة، ومقرات الأجهزة الأمنية، وكذا المنتجعات السياحية بعدد من المدن المغربية. كما كانوا بصدد ربط قنوات اتصال بالجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم "القاعدة"، التي تنشط بمنطقة الساحل شمال مالي، من أجل الحصول على الدعم المادي والعسكري اللازمين لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأوضح البلاغ أنه سيجري تقديم المشتبه بهم أمام العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجرى معهم تحت إشراف النيابة العامة. وسبق هذه العملية الأمنية تفكيك خلية أخرى، أمكن الاهتداء إليها على خلفية محاولة الهجوم على مسكن عرافة بمدينة سلا. وخطط عناصر الخلية لصنع المتفجرات، بالاعتماد على الشبكة العنكبوتية، كما برمجت للسطو على محلات تجارية بمدينة سلا، بهدف تمويل مشاريعها الإجرامية. وقامت العناصر الموقوفة، وفق ما ورد في بلاغ للداخلية، بوضع حاجز أمني مزيف على مقربة من مدينة وزان، حيث حاولت الاستيلاء على كميات من البضائع كانت في حوزة أحد المهربين الذين ينشطون بالمنطقة.