شهدت أروقة وورشات مؤتمر طوكيو الدولي الخامس لتنمية إفريقيا في يوكوهاما، اعترافا واسعا بتميز التجربة المغربية في الانتقال الديمقراطي وتحقيق التنمية البشرية. وقال محمد نجيب بوليف٬ الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة٬ إنه تبين للوفد المغربي إلى المؤتمر أن هناك اعترافا "سواء من قبل اليابانيين أو الدول الإفريقية بتميز التجربة المغربية والانتقال الديمقراطي السلس"٬ الذي شهدته المملكة. وأوضح بوليف٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن التجربة المغربية "حظيت بتنويه العديد من المؤسسات لما تضفيه من مناخ الثقة"٬ كما أن هذه المؤسسات ترى بأن المغرب "يمكن أن يكون من ضمن أفضل وجهات الاستثمار على الصعيد الإفريقي". وأضاف أنه كان يطلب من الوفد٬ الذي ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ في جميع الورشات التي نظمت في إطار التيكاد أن يعرض تجربة المملكة. وذكر بأن الوفد حرص٬ أساسا٬ على أن تكون له لقاءات مركزة مع المؤسسات الدولية ومع القطاع الخاص وجزئيا مع ممثلي المجتمع المدني. فعلى صعيد القطاع الخاص٬ قال بوليف إن الوفد أجرى لقاءات متعددة أبرزها اللقاء مع فيدرالية رجال الأعمال اليابانيين "حيث أبرزنا الدور الأساسي، الذي يمكن للمغرب أن يضطلع به كجسر في ما يتعلق بالاستثمارات اليابانية بإفريقيا٬ أولا من خلال رافعة مناخ الأعمال٬ إذ أطلعناهم على الإصلاحات الأخيرة التي باشرها المغرب٬ سواء على صعيد لجان الاستثمار أو على صعيد الإجراءات، التي تقوم بها الحكومة لتحسين مناخ الأعمال". وأكد بوليف أن هذا اللقاء شكل فرصة مواتية "لتسريع التفكير الياباني في الاستثمار" بالمغرب. وعلى الصعيد المؤسساتي٬ عقد الوفد المغربي لقاءات مع منظمات التعاون والشراكة٬ خصوصا، الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والبنك الياباني للتعاون الدولي والمنظمة اليابانية للتجارة والصادرات٬ التي تنسق عمل مجموعة من القطاعات الحكومية الداعمة للتجارة الخارجية. كما عقد لقاءات مع بعض الهيئات الإقليمية والجهوية. وأشار بوليف إلى أن هذه اللقاءات استهدفت التأكيد على أن "من مصلحة هذه المؤسسات٬ سواء على صعيد التعاون الثنائي أو التعاون متعدد الأطراف أن تدخل كشريك وكطرف رئيسي في التعاون٬ أولا مع المغرب ثم مع الدول الإفريقية". وقال٬ بهذا الخصوص "وجهنا دعوة للمنظمة اليابانية للتجارة والصادرات لكي تفتح لها فرعا بالمغرب٬ الأمر الذي سيمكنها من الاستفادة من مجموعة من الإيجابيات٬ خصوصا، في ضوء التنافس الحاد حول القارة الإفريقية٬ سواء من طرف الصين أو تركيا والبرازيل والهند أساسا، والحاضرة الآن بقوة على صعيد الاستثمار ومكاتب الاتصال". والتقى الوفد، أيضا، مع العديد من ممثلي المؤسسات العالمية مثل المنظمة العالمية للبحار٬ التي لها علاقة بالصيد٬ والتي قبل المغرب استضافة أحد أنشطتها الدولية في بداية 2014، "حيث سيبرز المغرب الذي يتوفر على واجهتين كمحطة لتجديد الرؤية العالمية للتعامل البحري٬ خاصة أننا نجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي ومع بعض الدول الأخرى". والتقى الوفد٬ من جهة أخرى٬ ممثلي بعض المنظمات العاملة في مجال التنمية البشرية٬ مثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية ومع مسؤولي قطاع تدبير المخاطر بالبنك الدولي٬ "حيث أبرزنا الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الكوارث٬ والتي جعلت من المغرب نموذجا يحتذى على الصعيد العربي والإفريقي". وأوضح بوليف أن قضية الوحدة الترابية كانت حاضرة خلال لقاءات الوفد المباشرة مع بعض رؤساء الدول والحكومات والوفود "حيث تبينت أهمية وضرورة حضور المغرب في مثل هذه المنتديات". واعتبر نجيب بوليف أن المؤتمر شكل فرصة سانحة، بالخصوص، لحضور المغرب ووجوده على صعيد التيكاد باعتباره قاطرة في تحقيق التنمية في إفريقيا ورافعة رئيسية وجسر للتواصل بين اليابان وبلدان القارة السمراء. يذكر أن مؤتمر طوكيو الدولي الخامس لتنمية إفريقيا٬ المنعقد منذ السبت المنصرم، بيوكوهاما٬ من المقرر أن يختتم أشغاله أمس الاثنين.(و م ع)