سعد الدين العثماني: التعاون جنوب- جنوب دعامة لجهود المجتمع الدولي لتنمية إفريقيا أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أول أمس السبت بمراكش، أن المغرب لديه قناعة راسخة بأن التعاون جنوب- جنوب يشكل دعامة هامة للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق التنمية في القارة الإفريقية. وأضاف العثماني في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الاجتماع الرابع لمتابعة مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا المنعقد بمراكش على مدى يومين، أن المملكة المغربية تشارك بشكل فعال في التنمية الاقتصادية في إفريقيا على المستوى الثنائي وفي إطار التعاون الثلاثي لتقديم الدعم التقني بتمويل من طرف باقي الشركاء ولاسيما الحكومة اليابانية. وأوضح أن هذه المشاركة تتجلى في كون المغرب يعد ثان مستثمر بالقارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا والأول على مستوى غرب إفريقيا، مشيرا من جانب آخر إلى أن القطاع الخاص المغربي يساهم بدوره في التعاون الفعال مع بلدان أخرى في القارة الإفريقية خاصة في مجالات النقل الجوي والخدمات البنكية والتعدين والتكوين المهني. وبخصوص تنمية الطاقات البشرية بالقارة الإفريقية، ذكر الوزير أن المغرب استضاف ما يزيد عن 8000 طالب ضمنهم 6500 ينحدرون من 42 بلدا إفريقيا يستفيدون من برامج تكوينية مختلفة بمنحة تعاون مغربية، مشيرا أيضا إلى مشاركة المغرب في العديد من عمليات حفظ السلام وإعادة الإعمار بعد الحروب في بعض المناطق الإفريقية المتواجدة في وضعية صعبة. وبعد أن عبر عن إيمان المغرب بأن الاقتصاديات الإفريقية تزخر بإمكانات كبيرة للنمو والازدهار، نوه العثماني بالدور الفعال الذي قامت به الحكومة اليابانية من أجل إنعاش التعاون الاقتصادي لصالح القارة الإفريقية من خلال إحداث مبادرة مسلسل «التيكاد» لفائدة التنمية المتعددة القطاعات بهذه القارة. كما أكد أن المغرب يؤيد بدوره الدول الداعية إلى تجديد الاندماج الإقليمي وانتهاج مقاربة تنموية تستجيب للحاجيات الجديدة والمتعددة المتعلقة بها، مشيرا إلى أن التقدم الذي حققته القارة الإفريقية يبقى دون المستوى المطلوب في شتى القطاعات. وبعد أن أشار إلى أن القارة الإفريقية لا تزال تعاني من ويلات انعدام الأمن الغذائي والجفاف وآثار التغيرات المناخية والبطالة وعدم المساواة في الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية في ظل ظرفية دولية تتسم بانعدام الاستقرار الاقتصادي والمالي، شدد العثماني على ضرورة العمل وبشكل ملموس بغية وضع اللبنات الأساسية لرؤية شاملة ومندمجة على المدى البعيد. وأبرز أن هذه الرؤية ستمكن القارة الإفريقية من الاضطلاع بمسؤولياتها لاستدراك العجز الحاصل في مجالات التنمية وتحقيق نمو اقتصادي شامل وعادل كفيل بضمان الخروج من الحلقة المفرغة للفقر، مشيرا إلى أهمية إنعاش الشراكة الدولية للتنمية بإفريقيا والبحث عن مصادر جديدة للتمويل وتعزيز التنسيق بين جميع الشركاء الأفارقة. وعلى المستوى الإقليمي، أوضح العثماني أن المغرب يبذل جهودا كبيرة من أجل الاندماج وبث روح الوفاق في الفضاء المغاربي، كما يسعى جاهدا إلى تحقيق التنمية والتقارب بين دول منطقة الساحل والصحراء، مبرزا أنه إذا كانت ملامح الاندماج الإقليمي أصبحت جلية في بعض المناطق الإفريقية، فإن الدينامية الحالية من أجل تعزيز البناء المغاربي ستعطي لا محالة دفعة جديدة للاندماج القاري. ومن جانب آخر، أكد العثماني أن القارة الإفريقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى العمل على ضمان تنمية منسجمة ومستدامة اعتمادا على ما تتوفر علبه من الإمكانيات والموارد التي تؤهلها لتحقيق هذه التنمية، مبرزا التزام المغرب من أجل الارتقاء بالنسيج الاقتصادي الوطني للبلدان الإفريقية وتطويره. تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذا الاجتماع، الذي يعرف مشاركة 51 دولة افريقية ومنظمات دولية وإقليمية إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني، ستخصص لتقييم تنفيذ برنامج العمل الذي وضع في يوكوهاما سنة 2008 فضلا عن التطرق إلى العديد من القضايا المرتبطة بالتنمية الاقتصادية بإفريقيا وبلوغ أهداف الألفية من أجل التنمية، وتعزيز السلام والحكامة? والتغيرات المناخية.