اختتمت، صباح أمس الأحد، أشغال الدورة الرابعة للاجتماع الرابع لتتبع مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا "تيكاد"، الذي ترأسها بالتشارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، ونظيره الياباني، كويشيرو غيمبا. المشاركون في الاجتماع (رزقي) وتميز الاجتماع، المنظم من طرف الحكومة اليابانية، ومكتب المستشار الخاص لإفريقيا التابع لمنظمة الأممالمتحدة، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والبنك الدولي، مشاركة 51 دولة إفريقية ومنظمات دولية وإقليمية إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني. وخصصت أشغال الاجتماع، لتقييم تنفيذ برنامج العمل الذي وضع في يوكوهاما سنة 2008، فضلا عن تدارس قضايا التنمية الاقتصادية بإفريقيا وبلوغ أهداف الألفية من أجل التنمية٬ وتعزيز السلام والحكامة٬ والتغيرات المناخية. واستعرض الاجتماع، الذي يهدف إلى تحديد الخطوط العريضة لاعتماد خطة عمل يوكوهاما 2008، التقدم الحاصل خاصة في مجالات النمو الاقتصادي، وتقوية قدرات البلدان الإفريقية لمواجهة التحديات التي يشكلها تغير المناخ وتعزيز السلام والحكامة الجيدة. وأطلق مسار تيكاد في سنة 1993، من خلال المبادرة التي اتخذتها اليابان حول تنظيم على مستوى رؤساء الدول والحكومات المؤتمر الدولي لطوكيو حول التنمية الإفريقية (التي كرست لها التسمية تيكاد بالإنجليزية)، إذ جرى ترسيم تيكاد كموعد خماسي يضم رؤساء الدول الإفريقية مع الوزير الأول الياباني. وقال سعد الدين العثماني، إن الاجتماع الوزاري الرابع لمتابعة مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا، الذي احتضنته مدينة مراكش، قبل انعقاد القمة الخامسة بيوكوهاما السنة المقبلة، ينعقد في سياق ظرفية دولية اقتصادية صعبة تتسم بعدم الاستقرار. وأضاف العثماني، خلال كلمته الافتتاحية، أن مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية، الذي يعد فضاء حيويا للتشاور والحوار على أعلى مستوى بغية تحقيق شراكة استراتيجية بين إفريقيا واليابان، شكل نموذجا ناجحا للتعاون جنوب- جنوب، إذ مكن العديد من الدول الإفريقية من الاستفادة من الدعم الياباني الفعال ذي الصلة بأوراش التنمية المختلفة بإفريقيا، مؤكدا أن للمغرب قناعة راسخة بأن التعاون جنوب- جنوب يشكل دعامة مهمة للجھود التي يبذلھا المجتمع الدولي من أجل التنمية في إفريقيا. وأوضح العثماني أن الحاجة ملحة للعمل وبشكل ملموس قصد وضع اللبنات الأساسية لرؤية شاملة ومندمجة على المدى البعيد، من أجل تمكين إفريقيا من الاضطلاع بمسؤولياتھا لاستدراك العجز الحاصل في مجالات التنمية وتحقيق نمو اقتصادي شامل وعادل كفيل بضمان الخروج من الحلقة المفرغة للفقر، دون إغفال الدور المھم لإنعاش الشراكة الدولية للتنمية بإفريقيا والبحث عن مصادر جديدة للتمويل وتعزيز التنسيق بين جميع الشركاء الأفارقة من أجل تحقيق ذلك. وفي هذا الصدد، نوه العثماني بالدور الفعال لمبادرة مسلسل التيكاد لفائدة التنمية متعددة القطاعات بقارتنا، والمغرب يؤيد بدوره الدول الداعية إلى تجديد الاندماج الإقليمي، وانتھاج مقاربة تنموية تستجيب والحاجيات الجديدة والمتعددة المتعلقة بھا. وأشار العثماني إلى أن إفريقيا نجحت في الحفاظ على نسبة نموها لسنة 2011، رغم الجفاف الذي يضرب منطقة الساحل والمجاعة التي تعصف بالقرن الإفريقي والمھددة على الدوام للعديد من المناطق بالقارة. من جانبه، أكد كويشيرو غيمبا، وزير الخارجية الياباني، أن بلاده وضعت 250 مليون دولار، خلال العشر سنوات الأخيرة كدعم مالي لفائدة منطقة القرن الإفريقي، من أجل مواجهة آثار الجفاف الذي ضرب المنطقة، إضافة إلى تخصيص دعم مالي بقيمة مليار و300 مليون دولار لفائدة القارة الإفريقية لمواجهة المشاكل المرتبطة بالتغيرات المناخية، و340 مليون دولار لمحاربة الأمراض الخطيرة. وعلى هامش الاجتماع الرابع لمتابعة مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا، تباحث الدكتور سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مع عدد من نظرائه الأفارقة، وتركزت المباحثات على تعزيز وتمتين العلاقات مع هذه البلدان الإفريقية، سواء في المجالات السياسية والاقتصادية. كما ركزت هذه المباحثات على دور المغرب، باعتباره عضوا غير دائم في مجلس الأمن، في الحفاظ على السلم والأمن وتعزيز التنمية بالقارة الأفريقية. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور العثماني لنظرائه الأفارقة على أن المغرب يضع مصالح القارة الإفريقية في قمة أولوياته، وأنه لن يدخر أي جهد في دعم القضايا الإفريقية في مجلس الأمن. وكانت المحادثات التي أجراها العثماني مع عدد من ممثلي البلدان الإفريقية، فرصة لمناقشة سبل إعطاء دفعة جديدة للتعاون بين المغرب والبلدان المعنية، بغية توحيد مواقفهم بشأن التطورات الأخيرة في إفريقيا، والعمل على تعزيز التعاون الجنوب-جنوب، من أجل التنمية في القارة الإفريقية.