أكد الدكتور سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمتابعة مؤتمر طوكيو الدولي المنعقد بمراكش ما بين 5 و6 مايو الجاري أن القارة الإفريقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، الى العمل على ضمان تنمية منسجمة ومستدامة اعتمادا على ما يتوفر لديها من الإمكانيات والموارد التي تؤهلها لتحقيق ذلك. وذكر العثماني أن القارة عرفت في العقد الأخير انتعاشا اقتصاديا بمعدل نمو إيجابي يصل إلى 6 في المائة كمتوسط سنوي، وعلى الرغم من الجفاف الذي يضرب منطقة الساحل والمجاعة التي تعصف بالقرن الإفريقي والمهددة على الدوام للعديد من المناطق بالقارة، فقد نجحت إفريقيا في الحفاظ على نسبة نموها لسنة 2011، ثم سيصل حسب التقديرات إلى ما معدله 5.1 في المائة خلال سنة 2012 . لكن مع الأسف الشديد، يلاحظ العثماني، أنه معدل نمو لا يكفل للاقتصادات الإفريقية بلوغ أهداف الألفية للتنمية في أجلها المحدد، أي في أفق 2015. وأضاف إذا سلمنا بوجود تقدم ملحوظ وإنجازات هامة في بعض الميادين كولوج التعليم الأساسي والمساواة بين الجنسين في التعليم الابتدائي ومشاركة المرأة في اتخاذ القرار، فإن ما تم تحقيقه في مجالات محاربة الفقر والتعليم وصحة الطفل والمرأة والماء الصالح للشرب والصرف الصحي لا يرقى إلى مستوى الأهداف المسطرة والمنشودة. وأضاف أن هذه الوضعية تقض مضجع الدول الإفريقية وشركائها في التنمية، لذا فالحاجة إذن ملحة للعمل وبشكل ملموس قصد وضع اللبنات الأساسية لرؤية شاملة و مندمجة على المدى البعيد، من أجل تمكين إفريقيا من الاضطلاع بمسؤولياتها لاستدراك العجز. واعتبر العثماني أن الاجتماع الوزاري الرابع لمتابعة مؤتمر طوكيو الدولي المنعقد بمراكش ما بين 5 و6 مايو الجاري هو أنجح مؤتمر يعقد على هذا المستوى، إذ يشارك فيه 50 دولة و37 وزير افريقي اضافة إلى وزير الخارجية الياباني كويتشيرو غيمبا، ومنظمات دولية وإقليمية وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني. وأضاف العثماني في تصريح صحفي أن اليابان قررت عقد المؤتمر بالمغرب تقديرا له على جهوده المبذولة في مجال التنمية، والذي يعتبر مناسبة لتقييم الأعمال المنجزة في مختلف المجالات استعدادا لمؤتمر القمة الذي سيعقد باليابان في السنة المقبلة. وأوضح سعد الدين العثماني خلال كلمة افتتاحية أن للمغرب قناعة راسخة بأن التعاون جنوب-جنوب يشكل دعامة هامة للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل التنمية في قارتنا، وأنه شكل أرضية خصبة لتنمية الوعي الجماعي في البلدان الافريقية بدعم حركات التحرير الوطنية، تساهم اليوم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية لإفريقيا ليس فقط على المستوى الثنائي بل وأيضا في إطار التعاون الثلاثي، لتقديم الدعم التقني بتمويل من طرف باقي الشركاء ولا سيما الحكومة اليابانية. وأضاف أن القطاع الخاص المغربي يشارك بدوره في التعاون الفعال مع بلدان أخرى في القارة، خاصة في مجالات النقل الجوي والخدمات المصرفية والتعدين والتكوين المهني، مما يدل على التزام المغرب من أجل الارتقاء بالنسيج الاقتصادي الوطني للبلدان الافريقية وتطويره وكذا إيمانه بأن الاقتصادات الإفريقية تزخر بإمكانات كبيرة للنمو والازدهار. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يعد ثاني مستثمر إفريقي بالقارة بعد جمهورية جنوب إفريقيا والأول على مستوى غرب افريقيا. وأوضح سعد الدين العثماني أن المغرب يستضيف ما يزيد عن 8000 طالب من بينهم 6500 منحدرين من 42 بلدا إفريقيا يستفيدون من برامج تكوينية مختلفة بمنحة تعاون مغربية. كما يقوم المغرب كذلك بمبادرات أخرى كثيرة، تشهد على العمل المتواصل المبذول من قبل المغرب لتحقيق التنمية المستدامة لقارتنا. وأضاف أن تلك المشاركة الفعالة أضحت ثرية عبر الشراكات الثنائية على الصعيدين الجهوي و القاري. كما يشارك المغرب في العديد من عمليات حفظ السلام وإعادة الإعمار بعد الحروب في بعض المناطق الإفريقية المتواجدة في وضعية صعبة. وعلى المستوى الإقليمي، فان المغرب لا يألو جهدا في العمل من أجل الاندماج وبث روح الوفاق في الفضاء المغاربي كما يسعى جاهدا لتحقيق التنمية والتقارب بين دول منطقة الساحل و الصحراء. واضاف ان انتماء المغرب إلى اثنين من أصل ثماني تجمعات اقتصادية إقليمية إفريقية وهما: الاتحاد المغاربي و تجمع دول الساحل والصحراء أثري من خلال اكتساب صفة مراقب لدى التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا