سيطر مقاتلون معارضون، أمس الخميس، على الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب في شمال سوريا بعد انسحاب القوات النظامية منه اثر اشتباكات مستمرة منذ أيام، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. حلب تتحول إلى مدينة أشباح (خاص) وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على الجامع الأموي في مدينة حلب بعد اشتباكات مع القوات النظامية، التي انسحبت من الجامع فجر اليوم وتمركزت في مبان مجاورة". وأشار إلى "معلومات عن احتراق متحف الجامع الأموي وسقوط سقف" هذا المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 110 أمتار مربعة، من دون تحديد مصير محتوياته أو ماهيتها. وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في جوار الجامع الواقع في المدينة القديمة وسط حلب، منها "المناطق المحيطة بساحة السبع بحرات ومديرية الأوقاف والقصر العدلي الذي يحاول مقاتلون من الكتائب المقاتلة التقدم نحوه، من أجل السيطرة عليه منذ أيام عدة". ويسعى المقاتلون إلى السيطرة على القصر العدلي "لقطع الإمدادات العسكرية للقوات النظامية المتمركزة في قلعة حلب"، حسب عبد الرحمن. وكان المقاتلون تمكنوا الثلاثاء المنصرم، من اقتحام الجامع واشتبكوا مع القوات النظامية الموجودة في حرمه، التي كانت استعادت في 14 أكتوبر الماضي، السيطرة على المسجد التاريخي المصاب بأضرار بالغة جراء المعارك. وبقيت مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري، في منأى عن النزاع السوري المستمر منذ نحو عامين، لكنها تشهد منذ تموز/يوليو الماضي معارك يومية. ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على أحياء في المدينة التي كانت تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا. من جهة أخرى، تحدث الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، قبل لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، في موسكو، عن "تمايز" في المواقف من الملف السوري و"ملاحظات" لفرنسا حول حقوق الإنسان في روسيا. وصرح الرئيس الفرنسي، خلال حفل استقبال له نظمته غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الروسية في فندق كبير في موسكو "هناك تمايز حول سوريا وطرق التوصل إلى حل سياسي" للنزاع. وأضاف أمام رجال الأعمال الفرنسيين "قد تكون لدينا ملاحظات حول مسائل حقوق الإنسان أو مبادئ الديمقراطية، لكن لدينا في المقابل تعاون جيد جدا ثقافيا وعلميا ومستوى مرتفع جدا من التبادلات". وأضاف الرئيس الفرنسي "لكن علينا تحسين موقعنا في المجال الاقتصادي، مؤكدا أنه أثناء لقائه الأول بالرئيس الروسي في الأول من يونيو في الإليزيه "كان مطلبه الأول اقتصاديا". وتابع أن بوتين قال له "لستم حاضرين بشكل كاف في السوق الروسية". وأكد هولاند "سيكون غريبا ألا نتحدث مع الروس في الاقتصاد، علما أن هناك مسائل أخرى تشمل حقوق الإنسان. لكن الاقتصاد هو ما يربط الدول ويجيز النمو والازدهار". كما تطرق إلى "ملفات يمكن أن نتفق (مع موسكو) عليها على غرار مكافحة الإرهاب" و"الانتشار النووي". قبل عودته إلى باريس في ختام زيارة العمل هذه التي تستغرق 24 ساعة في موسكو يجري الرئيس الفرنسي اجتماعا مغلقا مع هيئات من "المجتمع المدني" الروسي في السفارة الفرنسية. وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية أن الكرملين مارس في العام الفائت أسوأ أنواع القمع ضد المجتمع المدني "في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي".