أعلن التلفزيون السوري الرسمي، مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة، ليتبع ذلك بدقائق إعلان قناة الميادين مقتل وزير الداخلية محمد الشعار، والعماد اصف شوكت نائب رئيس الاركان في الجيش السوري، زوج أخت بشار الأسد، وقالت رويترز أن رئيس مكتب الامن القومي هشام بختيار مصاب ويخضع لعملية جراحية.. في عملية تفجيرية بالعاصمة دمشق . قبل أن تنقل «الميادين» نفي مصدر أمني سوري مقتل وزير الدخلية السوري، وتسحب خبر مقتله، فيما تتضارب الأخبار بين المصادر المختلفة حول حجم القتلى، وإن كان الظاهر أنها ثقيلة بشريا وسياسيا. واستهدف التفجير مبنى الأمن القومي السوري بدمشق، أثناء اجتماع لعدد من الوزراء وقادة الأمن، فيما تضاربت الأنباء بشأن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، من بينهم عدد أكبر من المسؤولين السوريين. وأعلنت رويترز أن قوات الحرس الجمهوري طوقت مستشفى الشامي في دمشق قرب موقع الانفجار بمبنى الأمن القومي مباشرة بعد التفجير الذي أدى إلى وقوع إصابات خطيرة في صفوف الكثير من المجتمعين. وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، تصريحا عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال فيه: «معركة حاسمة تدور الآن في دمشق»، وإن كان قد أكد أن موسكو لاتزال مصرة على رفض اي قرار يدعم التحرك الحاصل في سوريا. من جهتها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 90 شخص قتلوا برصاص قوات الأمن أمس الثلاثاء معظمهم في دمشق وريفها إضافة إلى حلب وحمص. وكان الجيش السوري الحر قد أعلن أول أمس انه بدأ «معركة تحرير دمشق»، في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة في احياء من العاصمة منذ مساء يوم الاحد وتستخدم فيها المروحيات التابعة للجيش النظامي. وفي موسكو اعلن الموفد الدولي الخاص كوفي انان ان الوضع في سوريا «غير مقبول»، داعياً مجلس الامن الى توجيه رسالة واضحة بوجوب توقف جرائم القتل، في وقت وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «المجازر» اليومية في سوريا بانها «غير محتملة ولا يمكن السكوت عنها». وأعلنت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل امس ان «معركة تحرير دمشق» بدأت، مؤكداً ان هناك خطة للسيطرة على العاصمة وأن «النصر آت». وقال المتحدث باسم القيادة العقيد قاسم سعد الدين في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب «المعارك لن تتوقف»، مشيرا الى ان «الجيش الحر يقاتل بالسلاح الخفيف لكنه كاف». وكان الجيش الحر في الداخل أعلن بدء عملية «بركاندمشق - زلزال سورية نصرة لحمص والميدان» في كل المدن والمحافظات السورية اعتبارا من مساء الاثنين. وتتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر متنقلة بين أحياء العاصمة، وتترافق مع عمليات قصف تستخدم فيها المروحيات، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان. وشملت الاشتباكات أول امس أحياء كفرسوسة وجوبر والميدان والتضامن والقدم والحجر الاسود ونهر عيشة والعسالي والقابون. وتشكل هذه الاحياء ما يشبه نصف الدائرة في جنوب وشرق وغرب العاصمة، فيما حي الميدان هو الاقرب الى الوسط. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان «دخول تعزيزات من القوات النظامية الى حي الميدان»، واستخدام النظام للمروحيات في عمليات القصف التي تطال الاحياء المنتفضة، مشيرا الى مقتل سبعة اشخاص في القصف والاشتباكات هم سبعة مدنيين ومقاتل معارض. وأعلن الجيش السوري الحر أنه أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق، ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن شهود انهم شاهدوا المروحية تسقط فوق حي القابون «بعد اصابتها بنيران الثوار». الا ان ناشطين آخرين على الارض نفوا سقوط المروحية. وذكر الناشط عمر القابوني مساء أول أمس أن «دبابات سورية انتشرت في محيط حي القابون، وان القصف العشوائي مستمر على الحي». وأكد مصدر أمني سوري أن «المعارك محتدمة في حي القابون حيث يوجد عدد كبير من الارهابيين». وقال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن «الجيش النظامي دخل حي الميدان وطوق مسجد زين العابدين حيث تجمع عدد من الارهابيين». وطلب الجيش من الاهالي المقيمين في محيط المسجد مغادرة المكان قبل تنفيذ هجوم عليه. كما أكد المصدر ان القوات النظامية دخلت حي التضامن قرابة الرابعة فجراً، و»لا تزال هناك بعض الجيوب» التي يتم تنظيفها، واشار المصدر الى مقتل «33 ارهابيا واصابة 15 آخرين بجروح وتوقيف 145 منهم». وسمعت قرابة الظهر أصوات رشقات رشاشة في ساحة السبع بحرات وشارع بغداد في وسط دمشق، بحسب ما افاد شهود وكالة فرانس برس. وتم اقفال طريقين يؤديان الى الساحة لوقت قصير قبل فتحهما من جديد امام حركة السير. وفي موسكو، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس دعم بلاده لجهود مبعوث الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان «الرامية الى اعادة السلم الاهلي» إلى الأراضي السورية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «لا سبب» يحول دون التوصل الى توافق حول مشروع قرار بخصوص سوريا في مجلس الامن الدولي، في وقت تراوح المشاورات في مجلس الامن حول إصدار قرار جديد في شأن التمديد لبعثة المراقبين الدوليين في سوريا مكانها بسبب اصرار الغربيين على تضمين اي قرار دولي تهديدات بعقوبات على دمشق، مقابل تحذير روسيا من انها ستستخدم حقها في النقض (الفيتو) اذا احيل النص الغربي على التصويت. واعتبر انان ان الوضع في سوريا على الارض «غير مقبول»، وان «الازمة بلغت مرحلة حرجة». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من جهته في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موسكو الى زيادة الضغط على سوريا من اجل حملها على وقف العنف فورا. في باريس اعلن العميد مناف طلاس، قائد لواء في الحرس الجمهوري اعلن انشقاقه اخيرا، انه يأمل بقيام «مرحلة انتقالية بناءة» في سوريا. وقال في بيان تسلمته وكالة فرانس برس «بما ان الاضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن اتمنى وقف اراقة الدماء والخروج من الازمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة». واعتبر مناف طلاس في هذا البيان «ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الاسباب». وعلى صعيد آخر قال الكرملين في بيان صحفي أصدره أمس الأربعاء، «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ، ويجري معه محادثات تتناول العلاقات الثنائية وقضايا دولية وإقليمية هامة «بما فيها الوضع في سورية» . وقالت صحف تركية إن أردوغان «ينوي إقناع بوتين بضرورة إعادة النظر في الموقف الروسي من سوريا وعدم الاعتراض باستخدام حق النقض على قرار دولي جديد بشأن سوريا». وذكرت صحيفة «صباح» أن محادثات أردوغان في موسكو ستتركز على حل الأزمة السورية. ووصفت صحيفة «حريت» زيارة أردوغان إلى روسيا ب«المفاجئة». وحسب صحيفة «ميلييت»، فإن أردوغان «سيدعو بوتين لإعادة النظر في عرض قدمته روسيا للاشتراك في مناقصة توريد أسلحة الدفاع الجوي لتركيا لكي يتضمن العرض منظومات الدفاع الجوي الصاروخية «أس 400 » بدلاً من «أس 300 ».