أفادت مصادر من إفران أن الثلوج أغلقت الطريق الرابطة بين الرشيديةومكناس، يومي السبت والأحد الماضيين، وعزلت عدد من الجماعات بجبال الأطلس بما فيها التابعة لميدلت وإفران وأزرو، لترتفع معاناة السكان، في ظل الحرمان من الخدمات الاجتماعية. الثلوج تغطي الطريق إلى الراشدية وقال ادريس لمراني، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل، بإيتزار في ميدلت، في اتصال مع "المغربية" إن العزلة التي يواجهها سكان جبال الأطلس أصبحت معاناة مألوفة، وأن سناريوهات المحن، تعود في بداية التساقطات الثلجية. وفي إطار مراقبة الطرق وضمان سلامة المرور، عبر الطرق التي تربط جماعات ودواوير عالي الجبال، لجأت مديرية التجهيز والنقل بميدلت إلى وضع حواجز لمنع استعمال الطريق الوطنية، يوم السبت الماضي، ليجري فتحه مؤقتا صباح أمس الأحد، يقول لمراني، الذي توقع إغلاقه من جديد في حالة ارتفاع التساقطات الثلجية، بداية الأسبوع الجاري. وبمجرد إغلاق الطريق، يضيف لمراني، يحرم السكان من عدد من الخدمات الاجتماعية، كما تتأخر الدراسة في الفترة الصباحية بسبب تأخر اشتعال الفحم الحجري،الذي يستخدم في التدفئة بداخل قاعات الدرس. وذكر لمراني بالمناسبة أن انخفاض درجة الحرارة والتساقطات الثلجية يؤديان إلى ضياع الساعات الأولى من الدراسة، خاصة أن الفحم الحجري المخصص للتدفئة حاليا يحتاج لأزيد من ساعة للاشتعال بسبب رداءته. وترتفع معاناة سكان إيتزار والمناطق الأخرى التابعة لإقليم ميدلت، لصعوبة توفير حطب التدفئة، بسبب تشديد المراقبة على الحطابة، من طرف عناصر المياه والغابات، من جهة وارتفاع سعره من جهة أخرى. كما يواجهون إشكالية توفير القوت اليومي، إلى جانب توفير العلف للماشية. بدوره، أكد أحمد بوتمزكيدة، عضو الجامعة الوطنية للتعليم، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، بجماعة تيمحضيت، بإقليم إفران، أن محنة السكان تعود للواجهة بعد التساقطات الثلجية التي شهدتها المنطقة نهاية الأسبوع الماضي، موضحا أن عددا من المرضى يحرمون من الخدمات الصحية، كما يحرم التلاميذ من الدراسة، بعدما تغلق الثلوج الطرق المؤدية من وإلى إفران ونواحيها. وسبق أن أغلقت جل مؤسسات التعليم التابعة لإفران أبوابه، خلال الموسم الدراسي الحالي لمدة أسبوع بسبب التساقطات الثلجية، يقول بوتمزكيدة، الذي تحدث عن المشاكل التي تعيق تلاميذ المناطق النائية والجبال العالية في الالتحاق بالدرس في الفترات الصباحية. وفي هذا الإطار ذكر وديع لكدالي، أستاذ بمنطقة بقرية التابعة لجماعتي سيدي المخفي وسوق الحد واد إفران بعمالة إفران، أن الثلوج أغلقت المسالك المؤدية للمنطقة مرتين، خلال الأسبوع الماضي، ما نتج عنه مشاكل الالتحاق بالمؤسسات التعليمية من جهة والتنقل إلى المناطق المجاورة من جهة أخرى. وتؤدي التساقطات الثلجية إلى ضياع ما يناهز 50 يوما من الدراسة كل سنة، يقول لكدالي، الذي تحدث عن صعوبة التنقل بالنسبة للتلاميذ من جهة ومشاكل الالتحاق بالنسبة للأساتذة الذين يعيشون خارج المنطقة ويعتمدون على وسائل النقل في رحلاتهم اليومية. ويعتمد سكان البقرية، خلال التساقطات الثلجية، يقول وديع لكدالي، على ما يخزنونه من مواد غذائية في توفير القوت اليومي، كما يلجأون إلى ما يوفرونه من أعلاف لإنقاذ القطيع. وتسبب التساقطات الثلجية التي تغلق عادة الطريق الوطنية 13 الرابطة بين مكناس وأزرو وميدلت والرشيدية، في رفع معاناة سكان البقرية، إذ أنه في الوقت الذي تفتح الطريق الوطنية في وجه وسائل النقل، تظل الطريق الثانوية المتفرعة عنها وتربط البقرية وأكدال، مغلقة في وجه العموم، وتزداد معاناة المرضى في الاستفادة من الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي بمكناس. وبالرغم من وجود مركزين للصحة بكل من أكدال وبقرية، تواجه الحوامل أخطار المضاعفات الصحية، والوفاة بعد صعوبة الوضع، بسبب صعوبة التنقل من جهة، وغياب طبيب مختص بدار الولادة بالمنطقة من جهة أخرى.