تأخر تساقط الثلوج على الأطلس المتوسط لعدة أسابيع، وعندما تساقط خلال يومين، عزل مناطق شاسعة، وقطع طرق كثيرة. العشرات من مستعملي الطرق الوطنية والجهوية التي تمر عبر الأطلس المتوسط، وجدوا أنفسهم فجأة محاصرين وعالقين لعدة ساعات وسط موجة من الصقيع والبرد القارس طوال ليلتي الإثنين والثلاثاء، رغم قيام مصالح وزارة التجهيز بتسخير معداتها لإزاحة الثلوج.
أرباب العشرات من الشاحنات وحافلات النقل العمومي اضطروا إلى الوقوف بمدن خنيفرةوإفران وأزرو لساعات طوال، بعد إشعارهم باستحالة مرورهم، خاصة على محاور عديدة من الطريق الوطنية الرابطة بين فاس والرشيدية، والطريق الوطنية الرابطة بين فاس وبني ملال، والطريق الوطنية الرابطة بين إفرانوالحاجب. حافلة خرجت من مدينة الريصاني في العاشرة من ليلة الإثنين/ الثلاثاء في طريقها نحو مكناس، وعند وصولها إلى زايدة، تعذرت عليها مواصلة الرحلة، فظل العشرات من ركابها عالقين في العراء لساعات طوال بعد منتصف الليل، قبل أن يقرر سائق الحافلة العودة إلى الريصاني رفقة الركاب.
حركة السير تأثرت بشكل حاد على الطرق المحلية، ومنها الطرق الرابطة بين تمحضيت وكيكو، وبين إفران وبولمان، وبين ميدلت وتامحضيت، وبين أزرو ومريرت، وبين الحاجب وأزرو، وبين تامحضيت وإفران، وبين بولمان وإفران، وبين الريصاني وزايدة والحاجب، والطريق الرابطة بين عين اللوح وأزرو…
شهود عيان تحدثوا في اتصالات هاتفية بالجريدة، عن طوابير طويلة من الشاحنات والسيارات توقفت لعدة ساعات على جنبات الطريق الوطنية رقم 8، عند جبل هبري، في انتظار إزاحة الثلوج من فوق الطرقات في الساعات الأولى من صباح أول أمس الثلاثاء، كما تحدث بعض المسافرين عن كونهم ظلوا محاصرين وسط الثلوج طوال ليلة الاثنين الثلاثاء، خاصة بنواحي تامحضيت وسيدي عدي وزايدة، من دون أن يتوفر العديد منهم على أغطية ومواد غذائية، في حين لم تشرع آليات إزالة الثلوج في عملها إلا في وقت متأخر.
إلى جانب معاناة مستعملي الطرق، وجد سكان المناطق المحاصرة بالثلوج التي تجاوز علوها 50 سنتيما في أغلب المواقع بالأطلس. صعوبات بالغة في التنقل صوب المراكز الحضرية المجاورة من أجل التزود بحاجياتهم الأساسية وقضاء مصالح أخرى، كما اشتدت معاناتهم مع ضعف قدرة الكثير منهم على الحصول على حطب التدفئة لمواجهة البرد القارس، في الوقت الذي استغل فيه المدرسون والتلاميذ بالمنطقة، قرب العطلة المدرسية لأجل مغادرة فصولهم الدراسية مبكرا.
موجة الصقيع تسببت في عزل أغلب الدواوير التابعة لجماعات سيدي المخفي وتامحضيت وسوق الأحد وبن صميم والزاوية وعين اللوح ومرموشة وعين الحمراء، حيث حاصرت الثلوج مجددا عددا من المباني السكنية، كما تسببت في قطع الكثير من المسالك المحلية أمام حركة السير.
معاناة الأهالي بالأطلس المتوسط، خاصة مستعملي الطرق المحلية، تتجدد مع كل تساقط للثلوج، حيث يشتد حصارهم، بسبب انقطاع المحاور الطرقية في وجوههم، واشتداد عزلة الأهالي في قراهم المعزولة أصلا.