تمكنت فرق الإطفاء، في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء، من السيطرة على حريق، كان اندلع مساء الأحد الماضي، في غابة الحوز (قسم زمزم)، بإقليم تطوان، بعدما أتى على حوالي 100 هكتار. وقال إدريس مصباح، المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر للريف (جهة طنجة)، التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن فرق مكافحة الحرائق، مدعومة بالطائرات، بذلت مجهودات جبارة للسيطرة على الحريق والحيلولة دون استمرار انتشاره، مشيرا إلى أنها كانت، أمس، تبذل قصارى جهدها لإخماده بشكل نهائي. وأوضح مصباح، في تصريح ل "المغربية"، أن فرق التدخل واجهت صعوبات خلال تدخلها، بسبب سرعة الرياح والحرارة، إلى جانب انتشار دخان كثيف منبعث من مطرح للأزبال قريب من الغابة، كان يحجب الرؤية، وأعاق تحركات عناصر الإطفاء. وشدد على أن المجهودات متواصلة لإخماد الحريق، الذي تجهل أسباب اندلاعه. وتتشكل فرق التدخل من عناصر المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والوقاية المدنية، والإنعاش الوطني، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والقوات الجوية الملكية، والسلطات المحلية. وفتحت السلطات المختصة في تطوان تحقيقا لمعرفة ظروف وملابسات اندلاع هذا الحريق. وكانت تحقيقات عناصر الدرك الملكي بطنجة، أخيرا، أفضت إلى اعتقال المتهم الرئيسي بإشعال حريق في 17 يوليوز الماضي، في غابة دار الشاوي، متسببا في إتلاف أزيد من 140 هكتارا. كما تمكنت المصالح الأمنية من اعتقال المتهم في إشعال حريق غابة عين لحسن بإقليم تطوان، يوم 20 يوليوز الماضي، أتى على مساحة 30 هكتارا من الغطاء النباتي، وكذا المتهم في اندلاع حريق غابة بلوطة بجماعة بريكشة، بإقليم وزان، دمر حوالي 10 هكتارات. من جهة أخرى، أكد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني٬ أول أمس الاثنين٬ أن المجهود الحكومي في مجال الوقاية من حرائق الغابات مكن من تقليص مهم للخسائر التي تتعرض لها غابات المملكة. وأوضح الشوباني، في رده على سؤال شفوي بمجلس النواب، حول "الإجراءات المتخذة للوقاية من حرائق الغابات" تقدم به فريق العدالة والتنمية٬ أن حرائق الغابات المسجلة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت انخفاضا مستمرا٬ إذ انتقل عددها من 500 حريق سنة 2010، إلى 411 سنة 2011، ولم تتعد 276 حريقا، خلال السنة الجارية. وأبرز أن هذا الانخفاض واكبه تراجع مهم في المساحات التي اجتاحتها النيران، إذ لم تتعد 1241 هكتارا٬ مقابل 4700 هكتار سنة 2010، مشيرا إلى أن 85 في المائة من الحرائق في الغطاء الغابوي يجري إخمادها قبل أن تجتاح 5 هكتارات٬ مبرزا أن هذه النسبة تصل إلى أقل من هكتار في منطقة الريف. وعزا الشوباني التقدم في مجال مكافحة حرائق الغابات٬ إلى الجهود الكبيرة المتخذة على مستوى الوقاية٬ من خلال تعزيز دوريات المراقبة، ووحدات التدخل السريع٬ والتموقع المسبق في الأماكن المحتمل تعرضها للحرائق٬ مؤكدا أن هذه الجهود مكنت المغرب من احتلال مراتب متقدمة على صعيد حوض البحر الأبيض المتوسط.