في الوقت الذي تم إحصاء ما يقرب من 47 حريقا في شمال المغرب، إلى غاية 20 يوليوز الجاري، والتي أتت على ما يقرب من 20 هكتارا، تشير إحصائيات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر إلى أن المغرب فقد خلال أكثر من 40 سنة ما يفوق 140 ألف هكتار من المساحات الغابوية، وتوجد أغلب المناطق المتضررة في شمال المغرب. وأشارت المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في تطوان إلى أن حوالي 47 حريقا تم إحصاؤها في منطقة الشمال إلى غاية 20 يوليوز الجاري، وأتت على 20 هكتارا من الغابات، أي بمعدل 0.42 هكتار لكل حريق. وقال المندوب الجهوي، إدريس مصباح، إن هذا الرقم أقل بكثير من ذلك المسجَّل في نفس الفترة من السنة الماضية والمتمثل في 73 حريقا أتت على 140 هكتارا، أي بمعدل 1.9 هكتار لكل حريق، وفق ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأبناء. وذكر المصدر ذاته أن حريقا اندلع يوم الخميس الماضي في غابة «غورغيز»، المجاورة لمدينة تطوان، وهو الحريق الذي قضى على ما يقرب من 2.5 هكتار، قبل أن تتم السيطرة عليه كليا، بعد عدة ساعات. غير أن المسؤول الأول في مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر لم يحدد الأسباب التي كانت وراء اندلاع تلك الحرائق: هل بفعل تدخل بشري أم بغير ذلك؟ يشار إلى أن بعض المناطق في شمال المغرب يعمد فيها البعض إلى إحراق الغابات من أجل توفير الأراضي لزرعها بالقنب الهندي. وتحتل منطقة طنجة، حتى الآن، المقدمة على مستوى عدد حرائق الغابات، حيث سجلت 19 حريقا، مقابل 18 سنة 2009، تليها شفشاون ب13 حريقا، مقابل 34 قبل سنة، ثم تطوان (11 مقابل 12) والعرائش (4 مقابل 9 ) سنة 2009. ويشارك في عمليات الإطفاء، فضلا عن القوات التابعة للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، كل من وزارة الداخلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات الجوية الملكية والقوات المساعدة والسلطات المحلية. كما يتم الاعتماد على التجهيزات الخاصة بمكافحة الحرائق في المطارات وفي المواقع الاستراتيجية، مثل طنجة والناظور والقنيطرة وفاس وتازة. وحسب إحصائيات رسمية للمندوبية السامية للمياه والغابات، فإنه خلال 47 سنة، أي من عام 1960 إلى 2007، سُجِّل حوالي 12196 حريقا أتت على ما يقرب من 145 ألفا و132 هكتارا من الغابات، أي بمعدل 3024 هكتارا في العام. وبينت إحصائيات المندوبية أن أعلى نسبة سجلت عام 1983، إذ أتت الحرائق على 11 ألفا و289 هكتارا من الغابات، في حين أن أدنى نسبة سجلت عام 2002، إذ قضت الحرائق على 593 هكتارا. وأشارت المندوبية السامية للتخطيط إلى أن عدد الحرائق والمساحات التي تجتاحها مرتفع بالمقارنة مع معدل التشجير، الذي لا يتعدى 8 في المائة وقلة الأمطار والإكراهات التي تجعل من الصعوبة إعادة تشكيل مناطق تشجير جديدة.