تصاعدت وتيرة الحرائق الغابوية بجهة طنجةتطوان، في الأسابيع الأخيرة، وقدرت وزارة الداخلية عددها بحوالي 70 حريقا، بينت التحقيقات أن أغلبها ناجم عن فعل إجرامي. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن فرق التدخل تمكنت من السيطرة على جميع الحرائق بشكل كامل، بفضل تعبئة الوسائل البشرية والمادية والجوية الضرورية، مشيرة إلى أن تحقيقات فتحت من قبل مصالح الأمن، من أجل تحديد مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية، وجرى توقيف البعض منهم. وحسب المصدر ذاته، اعتقل متهم على خلفية حريق غابوي، اندلع في 20 يوليوز الجاري، في غابة عين لحسن بإقليمتطوان، وأتى على 30 هكتارا من الغطاء النباتي، منها ثمانية هكتارات من الغابة. وأضاف المصدر ذاته أن التحريات حول أسباب اندلاع هذا الحريق، الذي جرت السيطرة عليه في 22 يوليوز الجاري، مكنت من إيقاف الفاعل المفترض للحريق. وأوضحت مصادر أخرى أن متهما ثانيا اعتقل على خلفية التحريات بخصوص حريق غابة بلوطة بجماعة بريكشة، في إقليموزان، مشيرة إلى أن هذا الحريق دمر حوالي 10 هكتارات. وأعلنت وزارة الداخلية، في البلاغ ذاته، أن التحقيقات متواصلة بشأن حريق اندلع في 17 يوليوز بدار الشاوي، في عمالة طنجة، وجرى التحكم فيه في 22 يوليوز٬ وهم 140 هكتارا من الغطاء النباتي، منها 28 هكتارا من الغابة. وذكرت الوزارة أن المعطيات الأولية للتحقيق أظهرت أن الحريق قد يكون بفعل إجرامي، بالنظر لطبيعة وحجم انتشار النيران، مشيرة إلى أن البحث جار للوصول للفاعلين. في السياق ذاته، أكد إدريس مصباح، المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر للريف (جهة طنجة)، التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن فرق مكافحة الحرائق تمكنت من السيطرة على جميع الحرائق وإخمادها بالجهة، بفضل تضافر جهود جميع المتدخلين، مشيرا إلى أن آخر حريق اندلع، بعد ظهر أول أمس الأحد، في غابة تاطوست، في إقليمالعرائش، تمكنت فرق الإطفاء من إخماده بسرعة، بعدما أتى على حوالي هكتارين من الأعشاب الثانوية. وشدد مصباح على أن كل فرق مكافحة الحرائق بالجهة كانت مجندة لإخماد الحرائق المذكورة بفاعلية ونجاعة، وتمكنت من السيطرة عليها وإخمادها بشكل نهائي، رغم وعورة التضاريس، وقوة رياح "الشركي" بالمنطقة، وارتفاع درجة الحرارة. وتتشكل فرق التدخل من عناصر المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والوقاية المدنية، والإنعاش الوطني، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والقوات الجوية الملكية، والسلطات المحلية. وكانت فرق مكافحة الحرائق تمكنت، الأسبوع الماضي، من إخماد حريق بالغابة الدبلوماسية، استدعى انتقال فريق على وجه السرعة لتطويقه وإخماده، وحماية أرواح حوالي 1400 طفل في مخيم صيفي يقع بهذه الغابة. وتمكن فريق التدخل، مدعوما بطائرتين مخصصتين لمكافحة الحرائق، وطائرات خفيفة تابعة للدرك الملكي٬ من تطويق ومحاصرة ألسنة اللهب في وقت وجيز، بعد أن أتت على أزيد من 10 هكتارات. كما تمكنت فرق التدخل من إخماد حرائق أخرى في غابات الرهراه، والزميج، وبانديكاربيس، في وقت وجيز، إضافة إلى حريق في غابة دار فوال، بعد أن أتت النيران فيها على مساحة تقدر ب 12 هكتارا. وتتزايد وتيرة حرائق الغابات في فصل الصيف بشكل لافت، بالنظر إلى الظروف المساعدة على اشتعالها، ما جعل المندوبية السامية للمياه والغابات تضاعف، هذه السنة، بتنسيق مع باقي المتدخلين، تعبئة وحداتها، وتعزز أبراج المراقبة والرصد، لمكافحة الحرائق المحتملة، والحد من فعاليتها في الوقت المناسب. ومن بين الإجراءات المتخذة هذه السنة، رفع عدد الحراس الغابويين من 500 حارس موسمي، إلى ألف حارس، خلال فصل الصيف، وصيانة نقط الماء، وأبراج المراقبة، وزراعة الغابات على امتداد 25 ألف هكتار، وإعادة تأهيل المسالك على 1750 كلم. كما تعززت التجهيزات، خاصة سيارات التدخل الأولي (92 سيارة)، والشاحنات والناقلات الخاصة بحرائق الغابات، بالإضافة إلى الحرص على جاهزية المطارات والمواد المعطلة، وتعبئة الأسطول الجوي.