تمكنت فرق التدخل المتخصصة في إخماد ومكافحة حرائق الغابات، أول أمس الثلاثاء، وأمس الأربعاء، من التدخل بفعالية لإخماد 5 حرائق اشتعلت في وقت متقارب، في 5 غابات بجهة طنجة، متسببة في تدمير حوالي 30 هكتارا، حسب حصيلة مؤقتة، إلى حدود ظهر أمس الأربعاء. وقال إدريس مصباح، المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر للريف (جهة طنجة)، التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن فرق التدخل تجندت لإخماد الحرائق، التي اندلعت في وقت متقارب، وتمكنت في ظرف وجير من إخماد 3 حرائق في غابات الرهراه، والزميج، وبانديكاربيس، بعد أن مست ألسنة اللهب مساحات طفيفة بها. وتتشكل فرق التدخل من عناصر المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والوقاية المدنية، والإنعاش الوطني، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والقوات الجوية الملكية، والسلطات المحلية. وأضاف مصباح، في تصريح ل "المغربية"، أن الحريق الرابع اندلع في غابة دار الشاوي (حوالي 30 كيلومترا عن طنجة)٬ وأتى على 25 هكتارا، مشيرا إلى أن فرق التدخل الأرضي، التي كانت مدعومة بطائرتين من نوع "كنادير"، تمكنت من تطويقه، والحد من انتشاره، في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء. وأوضح أن المجهودات كانت متواصلة، أمس الأربعاء، لإخماد الجزء المتبقي من الحريق المتمركز في منطقة جبلية، رغم وعورة التضاريس، وقوة رياح "الشركي" بالمنطقة. وذكر المدير الجهوي للمياه والغابات أن فرق التدخل اشتغلت بشكل متواصل، رغم الظروف المناخية الصعبة، لإخماد الحريق، وتمكنت من تطويقه والحد من انتشاره، مستعينة بطائرتي "كنادير"، متخصصتين في مكافحة الحرائق، كانتا تتزودان بالمياه من سد 9 أبريل٬ الموجود بالقرب من الموقع. وبخصوص الحريق الخامس، الذي اندلع بغابة تسمى دار الفوال، أعلن مصباح أن فرق التدخل الأرضي، مدعومة بطائرة "كنادير"، باشرت علميات الإخماد، بمجرد اندلاع الحريق، وتمكنت من السيطرة عليه، والحد من انتشاره، وأن المساحة المتضررة بالغابة المذكورة لم تتجاوز 4 هكتارات، بفضل نجاعة وسرعة التدخل. يذكر أن عدد الحرائق الغابوية المسجلة على الصعيد الوطني، منذ بداية سنة 2012، وإلى حدود بداية يوليوز الجاري، بلغ 158 حريقا، دمرت مساحة 469 هكتارا. وكان محمد أنضيشي، مدير مديرية محاربة التصحر والمحافظة على الطبيعة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، قال في تصريح ل "المغربية، إن هناك تزايدا طفيفا في معدل الحرائق، خلال هذه السنة، مقارنة بالفترة ذاتها من السنوات الماضية، مع تراجع في معدل المساحة المتضررة، مقارنة بالمعدلات المسجلة خلال الفترة نفسها من السنوات الماضية، التي وصلت إلى معدل 600 هكتار. وأوضح أنضيشي أن تقلص المساحة المتضررة راجع إلى نجاعة التدخل، وفعالية الإنذار المبكر، مبرزا أن المغرب يتوفر على مخطط مديري لمكافحة الحرائق على الصعيد الوطني، مكن من تنظيم التدخلات الاستباقية من أجل مكافحة الحرائق. وتتزايد وتيرة حرائق الغابات في فصل الصيف بشكل لافت بالنظر إلى الظروف المساعدة على اشتعالها، ما جعل المندوبية السامية للمياه والغابات تضاعف، هذه السنة، بتنسيق مع باقي المتدخلين، تعبئة وحداتها، وتعزز أبراج المراقبة والرصد، لمكافحة الحرائق المحتملة، والحد من فعاليتها في الوقت المناسب. ومن بين الإجراءات التي جرى اتخاذها، خلال هذه السنة، رفع عدد الحراس الغابويين من 500 حارس موسمي، إلى ألف حارس، خلال فصل الصيف، قصد القيام بعملية الرصد والإنذار المبكر. وجرت، كذلك صيانة نقط الماء، وأبراج المراقبة، وزراعة الغابات على امتداد 25 ألف هكتار، وإعادة تأهيل المسالك على 1750 كلم. كما جرى تعزيز التجهيزات، خاصة سيارات التدخل الأولي (92 سيارة)، والشاحنات والناقلات الخاصة بحرائق الغابات، بالإضافة إلى الحرص على جاهزية المطارات والمواد المعطلة، وتعبئة الأسطول الجوي.