A woman casts her vote at a polling station in Duisburg, Germany, Sunday, Feb. 23, 2025, during the national election. (Christoph Reichwein/dpa via AP) شرع الناخبون الألمان بداية من الثامنة صباحا في الإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء "البوندستاغ"، بعد حملة انتخابية عرفت تقدما لليمين المتطرف.و فتحت مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت غرينيتش ) أمام أكثر من 59 مليون ناخب على أن تستمر عمليات التصويت حتى الساعة السادسة مساء عندها تصدر أولى استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع. وتجري الانتخابات التي يتابعها العالم بأسره في وقت تواجه أكبر قوة اقتصادية في أوروبا تراجعا في نموذجها للازدهار الاقتصادي المتبع منذ الحرب العالمية الثانية. هل يفوز اليمين؟ ويبدو زعيم المحافظين فريدريش ميرتس في موقع متقدم للفوز في الانتخابات وتحويل مسار البلاد إلى خط يميني بعد الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز. وتشير استطلاعات الرأي إلى فوزه بحوالى 30% من نوايا الأصوات.
في المقابل، تمنح التوقعات حزب "البديل من أجل ألمانيا" ما لا يقل عن 20% من الأصوات، وهي نسبة قياسية لهذا الحزب اليميني المتطرف، تبلغ ضعف ما حققه في الانتخابات الأخيرة.
وحظي "البديل من أجل ألمانيا" بدعم كبير على مدى أسابيع من أوساط الرئيس الأمريكي ترامب.
ولم يدخر مستشاره المقرب إيلون ماسك جهدا للترويج لزعيمته أليس فايدل التي تتصدر قائمة مرشحيه على منصته "إكس". وكتب ماسك ليل السبت الأحد "البديل من أجل ألمانيا"، مرفقا منشوره بأعلام ألمانية.
وتجري هذه الانتخابات المبكرة عشية الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا الذي كان له وقع الصدمة في ألمانيا، ولا سيما مع وقف إمدادات الغاز الروسي للبلد واستقباله أكثر من مليون أوكراني.
وإلى مخاطر سلام تتفاوض واشنطن بشأنه مع موسكو حصرا مستبعدة منه كييف والأوروبيين، تخشى ألمانيا كذلك التبعات الاقتصادية لرسوم جمركية مشددة أعلن ترامب أنه يعتزم فرضها على الأوروبيين.
وسئل الرئيس الأميركي عن الانتخابات الألمانية، فرد أنه يتمنى "حظا سعيدا" لهذا الحليف التاريخي للولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه يواجه "مشكلاته الخاصة".
توقعات بمسار صعب لتشكيل الحكومة ومن المحتمل في ظل النظام البرلماني الألماني أن تستغرق المفاوضات أسابيع أو حتى أشهر قبل تشكيل حكومة جديدة.
وفي سعيها لتشكيل ائتلاف حكومي، قد تتجه كتلة محافظي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي التي تستبعد تحالفا مع البديل من أجل ألمانيا بالرغم من إبداء بوادر تقارب معه حول مسألة الهجرة خلال الحملة، إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وتمنح استطلاعات الرأي هذا الحزب 15% من نوايا الأصوات، ما يجعل منه شريكا محتملا.
وستكون هذه النسبة أسوأ نتيجة للحزب في فترة ما بعد الحرب، وستشكل على الأرجح نهاية مسار شولتز في السياسة، غير أنه يتحتم عليه تولي مهامه خلال الفترة الانتقالية.
وأبدى ميترس مبديا تفاؤله "آمل أن يتم إنجاز تشكيل الحكومة بحلول عيد الفصح" في 20 أبريل.
وسيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف في حال عجز الحزبان المهيمنان على الحياة السياسية الألمانية منذ 1945 عن الحصول معا على غالبية برلمانية، ما سيرغمهما على البحث عن شريك ثالث.
ويتوقف الأمر إلى حد بعيد على نتائج التشكيلات السياسية الصغيرة. فإن تخطت عتبة 5%، ستكون ممثلة في البرلمان، ما سيزيد من صعوبة تشكيل ائتلاف من حزبين.
وقال ميكايل لينتس (39 عاما) خلال مشاركته في مسيرة "معادية للفاشية" إنه يخشى أن تضطر ألمانيا إلى تنظيم انتخابات جديدة إن لم تتمكن الأحزاب من "التوافق"، معتبرا أن هذا الاحتمال "سيعزز البديل من أجل ألمانيا" لأن "الثقة في المؤسسات ستضعف أكثر". (أ ف ب)