نجحت طائرتان من نوع "كنادير"، متخصصتان في إخماد الحرائق الغابوية الكبرى، في أول اختبار لهما بالمغرب، وساهمتا بفعالية ونجاعة في أول تدخل ميداني. إلى جانب باقي فرق التدخل، في السيطرة وإخماد حريق، كان شب بغابة في الجماعة القروية إكسان بالناظور. وكان الحريق اندلع صباح السبت الماضي، وأدى إلى تضرر مساحة 12 هكتارا، وتدمير بعض أشجار الصنوبر. ومن أجل تعزيز الأسطول الجوي، لمواجهة الحرائق الغابوية، كانت القوات المسلحة الملكية اقتنت 5 طائرات من نوع "كنادير"، من كندا، تتميز بفعالية وسرعة التدخل للحد من انتشار الحرائق، تسلمت منها طائرتين هذه السنة، على أن تتسلم الثلاثة المتبقية خلال السنة المقبلة، بعد الانتهاء من تجهيزها. وحسب فؤاد عسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فإن طائرة "كنادير"، التي تبلغ حمولتها 6 أطنان من الماء، تتميز بقدرتها على البقاء محلقة لمدة 3 ساعات دون توقف، وإمكانية تزودها بالمياه دون الهبوط على اليابسة، مشيرا إلى أنه يمكنها أيضا التزود بالمياه من أقرب سد أو بحيرة أو من البحر، في حال ما إذا لم يكن هائجا، وكذا من الوديان الكبرى. وقال فؤاد عسالي، في تصريح ل"المغربية"، إن "الطائرتين شاركتا لأول مرة في المغرب في إخماد حريق غابة الناظور، بحيث تدخلتا بفعالية ناجعة، وعززتا الأسطول الجوي، إلى جانب 3 طائرات تابعة للدرك الملكي من نوع "تروش"، وطائرة "سي 130"، للحد من انتشار الحريق، وهو ما تبين من خلال محدودية المساحة المتضررة، بفضل التنسيق الهائل على المستوى الجوي، والفرق البرية". وأوضح عسالي أن طائرتي "الكنادير" كانتا تتزودان بالمياه من بحيرة الناظور، إذ تستغرق العملية حوالي سبع دقائق، لتعود بسرعة لإخماد الحريق. وأبرز رئيس مصلحة وقاية الغابة أن الغابة المتضررة تقع على بعد 15 كلم جنوب مدينة الناظور، وأن نقطة الحريق كانت تتموقع في منطقة تتميز بتضاريس وعرة، ما حد في بداية الأمر من تدخل الفرق على المستوى البري، إضافة إلى الرياح القوية، التي حدت من التدخل الجوي بالطائرات. وشدد عسالي على أن فرق التدخل، ورغم المعيقات الطبيعية، تمكنت من السيطرة على الحريق، حوالي الواحدة من صباح أول أمس الأحد، بفضل التنسيق الفعال بين عناصر الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والقوات المساعدة، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات الملكية الجوية، والسلطات المحلية. وبخصوص استعدادات المندوبية لموسم حرائق الغابات، أعلن عسالي أنه جرى تعزيز العنصر البشري، مقارنة مع السنة الفارطة، بالانتقال من حوالي 600 حارس، سنة 2010، إلى 820 حارسا غابويا هذه السنة، لضمان إطلاق إنذار الحريق في أقرب وقت، حتى يجري الحد من انتشار الحريق، وتطويقه في الوقت المناسب. وأضاف عسالي أن عدد أبراج المراقبة ارتفع، إلى جانب إطلاق حملة تحسيسية واسعة على الصعيد الوطني حول أهمية الغابات، والحفاظ عليها، وتجنب أسباب الحريق بها. وحسب رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية، سيجري إضافة 12 وحدة تدخل على المستوى البري، تابعة للمندوبية السامية للمياه والغابات، بعدما كان العدد ينحصر في السنة الماضية في 75 وحدة. أما في ما يتعلق بعدد الحرائق المسجلة، منذ بداية السنة إلى 17 يونيو الجاري، ذكر عسالي أن المندوبية السامية للمياه والغابات سجلت 84 حريقا على المستوى الوطني، تضرر جراءها 285 هكتارا غابويا، داعيا إلى مضاعفة اليقظة والحذر لتفادي أي حريق. وأفاد المسؤول ذاته أنه دون الحالة الاستثنائية لمنطقة الجنوب، وصل عدد الحرائق، التي سجلت سنة 2010، 504 حرائق، مسجلة بذلك ارتفاعا في معدل الحرائق. بيد أن عسالي أكد، بالمقابل، تسجيل تقلص في ما يخص المساحة المتضررة، بحوالي 50 في المائة، إذ انحصرت المساحة المتضررة في 1632 هكتارا، مقارنة بالمعدل الوطني الذي كان يصل إلى 3 آلاف هكتار، والسبب يكمن، بحسب رأيه، في فعالية ونجاعة التدخل في الوقت المناسب، من طرف جميع الفرقاء المعنيين، وتعبئة جميع الإمكانيات المتوفرة.