استعرت وتيرة حرائق الغابات في الآونة الأخيرة بالمنطقة الشمالية، خاصة في إقليم الشاون.وتيرة الحرائق الغابوية ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة في الشمال (أرشيف) إذ لم تكد فرق التدخل تخمد النيران التي اشتعلت طيلة أيام في عدد من الغابات بالجهة. والتهمت العشرات من الهكتارات، حتى اندلعت ثلاثة حرائق جديدة بشكل متتال، أول أمس الثلاثاء، بكل من غابة جبل بوهاشم، وغابة جبل سوكنة، وغابة جبل تيزيران. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الحرائق التي فتحت بشأنها تحقيقات مكثفة من قبل مصالح الأمن المختصة من أجل تحديد هويات المتهمين بإشعالها، أتت على حوالي 44 هكتارا، وتمكنت فرق التدخل، بالاستعانة بطائرات الدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية، من إخماد حريقين منها بشكل كلي، في حين ما تزال تقاوم لإخماد الثالث المشتعل بغابة جبل بوهاشم، بعد محاصرته والسيطرة عليه. وذكرت المصادر ذاتها أن الحريق الأول اشتعل في غابة جبل بوهاشم، بقيادة تاناقوب، دائرة باب تازة، في العاشرة صباحا، مشيرة إلى فرق التدخل، المشكلة من عناصر الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والدرك الملكي، والقوات الملسحة الملكية، والقوات المساعدة، والإنعاش الوطني، والسلطة المحلية، والسكان، مسنودة بطائرات من نوع "روش" تابعة للدرك الملكي، وطائرات من نوع "س 130"، تابعة للقوات المسلحة الملكية، تمكنت من محاصرة الحريق، وحماية السكان المحيطين بالغابة. وأوضحت المصادر أن ألسنة اللهب التهمت إلى حد الآن 35 هكتارا من الغطاء النباتي المكون من الصنوبر البحري والأعشاب الثانوية، مبرزة أن فرق التدخل تبذل جهودا برية وجوية جبارة، لإخماد الحريق، لامتداد الغابة على مساحة شاسعة تصل إلى تطوان والعرائش وشفشاون. وفي ما يخص الحريق الثاني، ذكرت المصادر أنه اشتعل، حوالي الخامسة مساء، في غابة جبل سوكنة، قيادة تاناقوب، دائرة باب تازة، وأتى على 7 هكتارات، قبل أن تتمكن فرق التدخل من إخماده بشكل نهائي، صباح أمس الأربعاء. أما في ما يتعلق بالحريق الثالث، الذي اشتعل في الحادية عشرة ليلا بغابة جبل تيزيران، قيادة باب برد، فكان صغيرا، حسب وصف المصادر، وتمكنت فرق التدخل من إخماده بسرعة، بعد أن دمر هكتارين من الغطاء الغابوي. وأهابت المصادر نفسها بجميع السكان والمواطنين باتخاذ الحيطة والحذر وتجنب الأسباب المؤدية إلى حرائق الغابات، لأن المتضرر الأول منها يكون هم السكان المحيطون بالغابات، لأن مخلفات الحرائق، تتسبب في نضوب الماء، وانجراف التربة، وتدمير الغطاء النباتي. وحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن وتيرة الحرائق الغابوية ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بالمنطقة الشمالية، مشيرة إلى احتمال وقوف مزارعي الكيف وراء اندلاع الحرائق بالمناطق الغابوية "انتقاما" من الحملة التي شنتها السلطات في الآونة الأخيرة لمحاربة زراعة هذه النبتة المحظورة. وأوضحت المصادر ذاتها أن المصالح الأمنية المختصة فتحت تحقيقات في هذه الحوادث، لمعرفة الأسباب الحقيقية وتحديد هويات الفاعلين واعتقالهم، مشيرة إلى أن هذه الحرائق تندلع شرارتها في نقط غابوية ذات تضاريس وعرة، ما يبين الطابع "الإجرامي" لها، وأن الذين يقفون وراءها لهم دراية بالمسالك الغابوية. وفي سياق التحقيقات التي تقوم بها السلطات المختصة، أفادت مصادر مطلعة أنه جرى تقديم شخصين إلى العدالة بتهمة "إضرام النار في الغابة" بإقليم الشاون، بداية يوليوز الماضي، مبرزة أن المتهم الأول اعتقل بباب برد، والثاني بباب تازة. وأضافت المصادر أنه جرى أيضا اعتقال شخص آخر وتقديمه إلى العدالة متهم بإشعال حريق في غابة بإقليمتطوان، مبرزة أن التحقيقات ما تزال متواصلة، لاعتقال أي شخص ثبت تورطه في الوقوف وراء إضرام النار عمدا في المجال الغابوي.