دمر حريقان غابويان بإقليم الشاون، أول أمس الثلاثاء، أزيد من 75 هكتارا من الغطاء النباتي، بكل من غابة سيدي عبد الحبيب، وغابة سوكنة. وبينما أمكنت السيطرة على أحد الحريقين، ظلت فرق التدخل، إلى حدود أمس الأربعاء، تصارع الزمن لإخماد الثانيوحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن وتيرة الحرائق الغابوية ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بالمنطقة، مشيرة إلى احتمال وقوف مزارعي الكيف وراء اندلاع الحرائق بالمناطق الغابوية، انتقاما من الحملة، التي شنتها السلطات في الآونة الأخيرة لمحاربة زراعة هذه النبتة المحظورة. وأوضحت المصادر ذاتها أن المصالح الأمنية المختصة فتحت تحقيقات في هذه الحوادث، لمعرفة الأسباب الحقيقية، وتحديد هوية الفاعلين واعتقالهم، مشيرة إلى أن هذه الحرائق تندلع شرارتها في نقط غابوية ذات تضاريس وعرة، ما يبين الطابع "الإجرامي" لها، وأن الذين يقفون وراءها لهم دراية بالمسالك الغابوية. وذكرت مصادر من المنطقة أن الحريق الأول اندلع في الخامسة مساء من الاثنين الماضي، في غابة سيدي عبد الحبيب، مشيرة إلى أن عناصر الوقاية المدنية بالمنطقة بتعاون مع عناصر المياه والغابات، والقوات المساعدة، والإنعاش الوطني، والسلطات المحلية، مسنودين بطائرات الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، تمكنوا من السيطرة عليه وإخماده بشكل تام، مساء أول أمس الثلاثاء. وأوضحت المصادر أن الحريق أتى على حوالي 25 هكتارا من الغطاء النباتي، المكون لهذه الغابة، موضحة أن فرق التدخل اصطدمت بعراقيل، أبرزها وعورة التضاريس. وبخصوص الحريق الثاني، الذي ظلت فرق التدخل، برا وجوا، تجاهد للسيطرة عليه، كان اندلع في الرابعة بعد ظهر الأحد الماضي، بغابة سوكنة، دائرة باب تازة، بإقليم الشاون، وأتى، إلى حدود كتابة هذه السطور، على حوالي 50 هكتارا. وأفادت مصادرنا أنه جرى تعزيز فرق التدخل المذكورة أعلاه، صباح أمس الأربعاء، بالفرقتين المتنقلتين للقوات المسلحة الملكية بوزان وتازة، والفرقة المتنقلة للوقاية المدنية بطنجة، من أجل إخماد هذا الحريق، الذي تجهل أسبابه، هو الآخر. يذكر أن عدد حرائق الغابات المسجلة على الصعيد الوطني، منذ بداية يناير إلى غاية 5 يونيو 2009، بلغ 48 حريقا، مست 83 هكتارا، في حين، سجل 273 حريقا خلال سنة 2008، أدت إلى تضرر 1130 هكتارا. وأوضح فؤاد عسال، رئيس مصلحة وقاية الغابة، أن استراتيجية مكافحة الحرائق تنبني على عنصرين أساسيين، الأول، يرتكز على تقوية دوريات المراقبة والرصد والإنذار، التي تكون مجندة على مدار الأربع والعشرين ساعة، والثاني، يتجسد في المكافحة. وأضاف أنه جند، خلال 2009، ما يقارب 920 حارسا على مستوى المناطق الغابوية الحساسة، مقابل حوالي 550 عنصرا كانوا مجندين العام الماضي. وأبرز المسؤول ذاته أنه جرت تقوية آليات التدخل، من خلال تهيئة 750 كلم من المسالك الغابوية لضمان سرعة التنقل، وصيانة 390 كلم من مصبات النار، كحواجز تحد من زحف الحرائق، وإحداث ما يقارب 25 نقطة جديدة للتزود بالماء في الغابات. وعزا عسال تمركز أغلب الحرائق في الشمال إلى عاملين، حدد الأول في حساسية مكونات الغطاء النباتي بالمنطقة، في حين، أرجع الثاني إلى الضغط المرتفع على الأراضي الغابوية، من خلال إضرام النار عمدا، لاستغلال الأراضي في الزراعة العادية، أو المحظورة.