تمكنت فرق الإنقاذ من السيطرة على حريق اندلع قبل 9 أيام في غابة جبل أمزيز، قيادة أم القريصات، بإقليم الشاون والذي أتى لحد الآن على 64 هكتارا غابويا. وقد ذكرت بعض المصادر أن فرق التدخل، المشكلة من الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والقوات المساعدة، والسلطات المحلية، والإنعاش الوطني، والسكان، مسنودة بعناصر وطائرات الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، واجهت صعوبات في إخماد الحريق نظرا لارتفاع الجبل، ووعورة التضاريس. وبحسب المصادر ذاتها، فإن شرارة الحريق الأولى اشتعلت قبل 15 يوما، وتمكنت فرق التدخل من إخمادها بسرعة، وبعد مرور 3 أيام عاودت الاشتعال وجرى إخمادها أيضا بسرعة، بيد أن الحريق الثالث الذي اشتعل قبل 9 أيام، وما يزال مستمرا إلى الآن، كان كبيرا، وامتد إلى مساحات شاسعة. وحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن وتيرة الحرائق الغابوية ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة بالمنطقة، مشيرة إلى احتمال وقوف مزارعي الكيف وراء اندلاع الحرائق بالمناطق الغابوية "انتقاما" من الحملة التي شنتها السلطات في الآونة الأخيرة لمحاربة زراعة هذه النبتة المحظورة. وأوضحت المصادر ذاتها أن المصالح الأمنية المختصة فتحت تحقيقات في هذه الحوادث، لمعرفة الأسباب الحقيقية وتحديد هوية الفاعلين واعتقالهم، مشيرة إلى أن هذه الحرائق تندلع شرارتها في نقط غابوية ذات تضاريس وعرة، مما يبين الطابع "الإجرامي" لها، وأن الذين يقفون وراءها لهم دراية بالمسالك الغابوية. وفي سياق التحقيقات، التي تقوم بها السلطات المختصة، أفادت مصادر مطلعة أنه جرى تقديم شخصين إلى العدالة بتهمة "إضرام النار في الغابة" بإقليم الشاون، بداية يوليوز الماضي، مبرزة أن المتهم الأول اعتقل بباب برد، والثاني بباب تازة. وأضافت المصادر أنه جرى أيضا اعتقال شخص آخر وتقديمه إلى العدالة بتهمة إشعال حريق في غابة بإقليم تطوان، مبرزة أن التحقيقات ما تزال متواصلة، لاعتقال أي شخص ثبت تورطه في الوقوف وراء إضرام النار عمدا في المجال الغابوي. يذكر أنه جرى تجنيد، خلال 2009، ما يقارب 920 حارسا على مستوى المناطق الغابوية الحساسة، في مقابل حوالي 550 عنصرا كانوا مجندين العام الماضي. كما جرىت أيضا تقوية آليات التدخل، من خلال تهيئة 750 كلم من المسالك الغابوية لضمان سرعة التنقل، وصيانة 390 كلم من مصبات النار، كحواجز تحد من زحف الحرائق، وإحداث ما يقارب 25 نقطة جديدة للتزود بالماء في الغابات.