منحت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أمس الاثنين، فلسطين العضوية الكاملة بها، عقب تصويت المؤتمر العام للمنظمة، المنعقد حاليا بباريس على قرار بهذا الخصوص. وصوت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة، تفعيلا لتوصية المجلس التنفيذي للمنظمة التي صودق عليها بأغلبية ساحقة (40 صوتا مقابل 58)، رغم الضغوطات التي تمارسها بعض البلدان الرافضة، سيما الولاياتالمتحدة، التي تهدد بوقف تمويلاتها للمنظمة. يذكر أن طلب العضوية الكاملة لفلسطين أدرج ضمن جدول أعمال المؤتمر العام، منذ سنة 1989، وهو الطلب الذي لم يجر تلبيته إلى غاية الآن، رغم أن الميثاق التأسيسي لليونسكو لا يحرم بلدا غير عضو في الأممالمتحدة من العضوية في المنظمة. وبفضل الوضع الجديد، والمتميز بتقديم الطلب الرسمي لعضوية فلسطين لدى الأممالمتحدة، ونظرا للعدد المهم للبلدان التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، تقدمت المجموعة العربية والوفد الفلسطيني بطلبها مجددا إلى المجلس التنفيذي لليونسكو. ولكي تصبح توصية المجلس التنفيذي لصالح هذا الانضمام، فعالة، يتعين أن تجري المصادقة عليها من قبل المؤتمر العام، الهيئة العليا لليونسكو، بتصويت أغلبية الثلثين. وخلال النقاشات التي عرفتها الدورة الحالية للمؤتمر العام، عبرت عدة بلدان على دعمها لانضمام فلسطين للمنظمة الأممية، ومن بينها المغرب، الذي جدد التأكيد على موقفه "الثابت" و"المبدئي" بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بخصوص القضية الفلسطينية، ودعمه الدائم وعلى كافة المستويات، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وكانت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أشادت في كلمة باسم المغرب، بتوصية المجلس التنيفذي لليونسكو كخطوة إيجابية على درب انضمام فلسطين إلى المنظومة الأممية، وهو الهدف الذي يدعمه المغرب، ويتطلع إلى تحقيقه من أجل الأشقاء الفلسطينيين. وسيكون بإمكان فلسطين، بعد حصولها على الوضع الجديد، وضع طلبات الاعتراف بالمواقع الأثرية الفلسطينية بالأراضي المحتلة كتراث إنساني عالمي، والتصدي بالتالي للمشاريع الإسرائيلية لتهويد هذه المواقع.