اضطر محمد امهيدية، والي جهة مراكش، أول أمس الاثنين، لمغادرة مكتبه والانتقال، رفقة الكاتب العام للولاية، إلى حي سيدي يوسف بن علي، الذي استمرت فيه أحداث الشغب والتخريب إلى ساعات متأخرة من ليلة الأحد الماضي. والي مراكش في لقاء تواصلي مع السكان (خاص) للتواصل مع المواطنين وممثلي المجتمع المدني بقاعة الاجتماعات بعمالة سيدي يوسف بن علي سابقا، للاستماع لمطالبهم وتدارس مشاكل سكان المنطقة، بعد عجز محمد المعطاوي، رئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي عن الحد من بعض المشاكل التي تشهدها المنطقة، وعدم تمكنه من فتح جسر التواصل والحوار مع المواطنين. ودعا امهيدية فعاليات المجتمع المدني إلى ضرورة الانخراط في توعية الشباب وتأطيره ومواكبة مختلف أوراش الإصلاحات التي تعرفها مدينة مراكش، مؤكدا أن مكتبه سيبقى مفتوحا في وجه ممثلي الجمعيات المدنية لتدارس جميع القضايا والمشاكل التي تعرفها المنطقة. وتعهد الوالي بتوفير الأمن للمواطنين، وحماية ممتلكاتهم العمومية، ودعم مشاريع المجتمع المدني في مختلف المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية والتنموية، والحد من تجاوزات الوكالة المستقلة للماء والكهرباء بمراكش، بصفته الرئيس الإداري لهذه المؤسسة، مشيرا إلى أن جسر التواصل مع المواطنين سيبقى مفتوحا بمعدل لقاء في الشهر، إلى حين القضاء على مختلف المشاكل العالقة بالمنطقة، إضافة إلى العمل على تأسيس ثقافة التواصل بين السلطة وفعاليات المجتمع المدني. في المقابل، استنكرت جميع التدخلات أحداث الشغب، وعمليات تخريب الممتلكات العمومية، التي شهدتها بعض أحياء مدينة مراكش وحي سيدي يوسف بن علي، على وجه الخصوص، إذ حملت المسؤولية في ذلك للأمن لعدم تدخله للتصدي لمثيري الشغب، ووقف عمليات التخريب في الوقت المناسب، وغياب السلطة مع ممثلي المجتمع المدني، باعتبارهم قادرين على توفير الأمن الثقافي والاجتماعي لشباب المنطقة. ولقي اللقاء، الذي جمع محمد امهيدية ومختلف الشرائح الاجتماعية بالمنطقة لأول مرة، بعد تعيينه على رأس ولاية جهة مراكش خلفا لمنير الشرايبي، استحسانا كبيرا في أوساط سكان منطقة سيدي يوسف بن علي، الذين عبروا عن استعدادهم لعقد لقاءات مع المسؤولين لتدارس المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها شباب وسكان المنطقة، وإيجاد الحلول الواقعية لمحاربة الهشاشة الاجتماعية، والتسيب الأخلاقي، والانحراف السلوكي، خصوصا أمام المؤسسات التعليمية.