شهدت مدينة تطوان، مباشرة بعد انتهاء مباراة في كرة القدم، انهزم فيها فريق المغرب التطواني بعقر ميدانه أمام أولمبيك آسفي، مظاهرات متفرقة شارك فيها مجموعة من الشباب، تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و30 سنة. وحاول هؤلاء اقتحام المقر الرئيسي لشركة "أمانديس" بالحي الإداري، عن طريق تكسير زجاج واجهة مقر الشركة المكلفة بتوزيع الماء والكهرباء، قبل أن تصل عناصر القوات العمومية لحماية مقر الشركة دون تدخل من طرفها، رغم أن بعض المندسين، الذين كانوا ملثمين، كانوا يرشقون بناية الشركة بالحجارة، الأمر الذي شجع أطفالا كانوا يوجدون بكثرة في المكان على إلقاء الحجارة. في الوقت الذي كانت مقرات شركة أمانديس، في وكالات القدس، والأزهر، ومولاي الحسن بالمهدي، تتعرض للهجوم من قبل متظاهرين آخرين، واصلت مسيرة الحي الإداري، حيث توجد مقرات ولاية تطوان، وبنك المغرب، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات والمالية، ومحكمة الاستئناف، تحركها باتجاه مختلف شوارع الحي، بحيث توقفت بضع دقائق أمام مدخل محكمة الاستئناف. واتجهت المسيرة، بعد ذلك، في غياب أي تأطير، ودون وجود تغطية أمنية، لتتوقف لحظات عند مدخل مصحة الريف، وآنذاك، تأكد وجود ملثمين وأشخاص غرباء عن المدينة، حاولوا اقتحام المصحة، لكن تعذر عليهم ذلك، فواصلوا السير باتجاه سوق أسيما، الذي تعرض لرشق بالحجارة، كما تعرضت بيوت العديد من المواطنين للرشق، كما أفرغ بعض المراهقين صناديق النفايات بالشارع العام. ووصل الموكب إلى مفترق الطرق المؤدي إلى مرتيل، وأمام أنظار بعض أفراد شرطة المرور، اتجه إلى مقر القرض الفلاحي الذي تعرض للتخريب، وكسرت بوابته الزجاجية، واقتحم من قبل جموع المشاغبين، كان ضمنهم ملثمون، أشرفوا على عملية الكسر والاقتحام، كما كسروا زجاج واجهة منزل أحد المواطنين، ما نتج عنه موجة خوف في نفوس سكان المنزل، وحال وجود مواطنين وصحافيين دون تمكن هؤلاء من السطو على الوكالة. وفي المساء، اتجه هؤلاء إلى شارع محمد الخامس، حيث تمكنوا من الهجوم على مقهيين، محاولين الاعتداء على زبنائهما، ما تسبب في اندلاع أحداث ضرب وجرح متبادل، قبل أن يختتم هؤلاء أعمالهم بالهجوم على مقر وكالة التجاري وفا بنك، لكن لم يتمكنوا من اقتحامه. وعلمت "المغربية" أن والي أمن تطوان بالنيابة، سعيد العلوة، تعرض لجرح خطير في الرأس، إلى جانب أحد العناصر الأمنية، وأنهما نقلا إلى مستشفى سانية الرمل، لتلقي الإسعافات، وأن 40 فردا ممن كانوا يرشقون مقر الأمن الولائي بالحجارة اعتقلوا. ولوحظ أن فواتير الماء والكهرباء المرتفعة لشركة أمانديس في مدن طنجة وأصيلا والعرائش والقصر الكبير كان لها دور كبير في تفجير غضب السكان.