حل الوفد الشبابي المغربي، الذي شارك في المهرجان العالمي السابع عشر للشباب والطلبة المنعقد في جنوب إفريقيا، أول أمس السبت، بمطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء. وتميزت مشاركة الوفد المغربي في هذا المهرجان باستماتة كبيرة في الدفاع عن القضايا العادلة للوطن، وعن وحدته الترابية أمام أزيد من سبعة عشر ألف شاب يمثلون 104 بلدان، رغم التحرشات العدائية لشرذمة الانفصاليين. وأكدت العديد من الفعاليات السياسية والنقابية الطابع المتميز لمشاركة الوفد المغربي في هذه التظاهرة العالمية. وفي هذا الصدد، أوضح لحسن فلاح، رئيس وفد الشباب المغربي، في تصريح للقناة التلفزية الأولى، بثته ضمن نشرتها في الظهر، أول أمس السبت، أن الوفد المغربي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة اختار الوجود بعين المكان، ليحمل علم بلاده ويدافع عن وحدة وطنه، الشيء الذي لم يرق لوفد خصوم الوحدة الترابية، الذي تصدى، بشكل وحشي وهمجي، للوفد المغربي، الذي تحلى من جانبه برباطة الجأش وبشجاعة منقطعة النظير. بدوره، قال عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية، في تصريح للقناة الأولى، إن الشباب المغربي مثل بلده أحسن تمثيل من خلال تبليغ رسالة للشعوب المشاركة في المهرجان، مفادها أنه لا يمكن التنازل عن الوحدة الترابية للمملكة بأي ثمن. أما ماء العينين مربيه ربه، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، فقال، في تصريح مماثل، إن حضور وفد الشباب المغربي ضمن الوفود الأجنبية الحاضرة بالمهرجان تميز بالفعالية، مشيرا إلى أن الوفد المغربي لقي الدعم والمساندة من المنظمات الشبابية والعربية والإفريقية، وكذا من وفدي الشبيبتين الهندية والروسية. ومن جهته، نوه حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بالدور الأساسي الذي قام به الشباب المغربي، بكل مكوناته، الذي ناب عن الشعب المغربي في الدفاع عن الوحدة الترابية، رغم الظروف الصعبة التي عاشها لمدة أسبوعين. واعتبر المهدي مزواي، عضو الشبيبة الاتحادية، في تصريح مماثل، أن "الوفد المغربي استطاع أن يخلق حدثا أساسيا بالمهرجان العالمي للشباب والطلبة، لأنه استطاع أن يعطي درسا في النضج والمواطنة بالرغم من تعرضه لجميع أشكال الاستفزاز". من جهة أخرى، أكد منسق المنطقة العربية بالمكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، يوسف مكوري، أن مشاركة الوفد المغربي في المهرجان العالمي للشباب والطلبة، الذي انعقد في بريتوريا، كانت "ناجحة بكل المقاييس". وأوضح مكوري، عضو الوفد المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الجمعة الماضي، عقب مشاركته في هذا المهرجان، أن مشاركة الوفد المغربي في هذه التظاهرة الدولية تميزت بنجاح لافت، سواء على المستوى السياسي، أو التنظيمي، أو على مستوى الحضور المكثف لأعضاء الوفد في مختلف أشغال المهرجان. وقال مكوري "سجلنا حضورا قويا في جميع أنشطة المهرجان، إذ كان النقاش عميقا حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، التي شكلت أولويتنا في هذه التظاهرة، وشدت انتباه جميع المشاركين ووسائل الإعلام المحلية والدولية على السواء". وأضاف أن الوفد المغربي استطاع إبراز عدالة القضية الوطنية الأولى للمملكة، ووجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، مؤكدا أن "العديد من المنظمات الشبابية الدولية والعربية، المشاركة في هذا المهرجان، أكدت دعمها للوحدة الترابية للمملكة، خاصة الشبيبة الشيوعية الروسية التي أعربت عن تأييدها لهذه القضية بشكل واضح وعلني وصريح". وسجل مكوري، في هذا الإطار، أن ما يزيد عن 30 منظمة شبابية عربية أبدت تضامنها مع الوفد المغربي في كل محطات التظاهرة، سيما في اليوم ما قبل الأخير من أشغال المهرجان، الذي "تميز بتنظيم ورشة حول قضية الصحراء المغربية" كانت "أنجح ورشة على الإطلاق من حيث عدد الحضور ووسائل الإعلام التي واكبتها". وبخصوص الاستفزازات التي تعرض لها الوفد المغربي من قبل الوفد الإسباني خلال هذه الورشة، أشاد مكوري ب "روح الانضباط والمسؤولية، اللتين تحلى بهما أعضاء الوفد المغربي إزاءها"، مشيرا إلى أن "المنظمات الشبابية العربية ومنظمات أخرى من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، أدانت هذه الاستفزازات وأبدت تعاطفا كبيرا مع أعضاء الوفد المغربي". يشار إلى أن المغرب شارك في هذا المهرجان بوفد يفوق عدد أعضائه 150 مشاركا من شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وشبيبة حزب التقدم والاشتراكية، وشبيبة حزب الاستقلال، وحركة الشباب الديمقراطي التقدمي. وحضر في المجمل أزيد من17 ألف شاب من حوالي 140 بلدا في هذا الحدث الدولي، الذي ينظم منذ 1947 من طرف الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، بتعاون مع المنظمة الدولية للطلبة.