تتواصل في بريتوريا العاصمة الإدارية والسياسية لجنوب إفريقيا أشغال الدورة السابعة عشرة للمهرجان العالمي للشباب والطلبة التي تنظمها الفدرالية الدولية للشباب الديمقراطي/ الوفدي... يُشارك المغرب بوفد شبابي يمثل الشبيبة الاستقلالية، الاتحاد العام لطلبة المغرب ،الشبيبة الاشتراكية والشبيبة الاتحادية وهي منظمات كاملة العضوية في هذه المنظمة العالمية بل تتحمل الشبيبة الاستقلالية مسئولية المراقب المالي فيها وتتحمل الشبيبة الاشتراكية مسؤولية التنسيق في المنطقة العربية ، وقد شاركت وفود الشبيبة الاستقلالية في الحركة المهرجانية العالمية على امتداد أزيد من نصف قرن بداية من سنة 1957 حيث شارك السيد محمد اليازغي كممثل للشبيبة الاستقلالية أي سنة واحدة بعد استقلال المغرب ..ولدت المنظمة في ظروف دقيقة من تاريخ الإنسانية خاصة ما بعد الحرب العالمية الثانية وبداية موجة الإستقلالات وبناء الدولة الوطنية والصعود الكبير لحركات التحرر العالمية، وقاد ساهمت شبيبات الكتلة على مر السنين في الدفاع عن القضايا العادلة لشعوب العالم وفضح الأطروحة الإمبريالية المسيطرة والانتصار للشباب والطلبة في قضايا الشغل والبيئة والسلم العالمي، كما دافعت الشبيبة الاستقلالية إلى جانب باقي الشبيبات على حق المغرب في استكمال وحدته الترابية منذ أن كانت سيدي إفني تحت الاحتلال الإسباني وكانت قضية تحرير سبتة ومليلية نقطة ثابتة في كل بيانات المهرجان العالمي للشباب والطلبة على مر السنوات...بين ذلك التاريخ وبين اليوم تغيرت كثير من المعطيات ومن أهمها احتراف البعض السطو على رموز الكفاح والنضال التحرري الحقيقي بل بلغ الأمر بانفصالي البوليساريو إلى سرقة العلم الفلسطيني وتحويره ليصبح « قماش / علم « جمهورية الوهم .. وتحولت عدد من الدول ذات الحزب الوحيد إلى جزر معزولة تعيش الفقر والتخلف وتتاجر بصور قد كان لهم وقع في نفوس الثوار وكل حاملي القضايا العادلة بل تحولت صورهم إلى صالات الموضة والأزياء في نوع من التمييع لتاريخ مجيد، هذه التحولات انعكست أيضا على تركيبة الوِفْدِي ومع خلق الجزائر لجمهورية الوهم وإغضائها بسخاء على منظمات تحتضر كما فعلت مع عدد من الدول حَوَل ما يسمى قضية الشعب الصحراوي» إلى أهم نقطة في جدول أعمال الوِفدِي بل تجاوزت كل القضايا الكبرى كالقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من كل الدسائس التي كانت تهدف من ورائها جهات متعددة في كوباوالجزائر والبرتغال والفيتنام وفنزويلا وجنوب إفريقيا وبعض الشبيبات الشيوعية في مناطق أخرى من العالم، أن تقرر الشبيبة الاستقلالية وباقي شبيبات الكتلة مغادرة الوفدي وترك مقعد الشباب المغربي فارغ ، فإنها لم تنجح في ذلك، بل تحولت في دورة الجزائر وكركاس واليوم في بريتوريا إلى ممارسة العنف والإرهاب وذلك بتسخير جنود المرتزقة الذين فشلوا أول أمس في لفت انتباه المشاركين في المهرجان إلى يوم التضامن الإفريقي الذي كان باهتا حيث لم يحضر إلى الندوة المركزية لوفد البوليساريو سوى 35 شخصا من بينهم أربعة صحافيين إسبان والباقي من وفد الانفصاليين أنفسهم من أصل 18000 مشارك من كل أنحاء العالم...وهذا ما دفع الانفصاليين وخاصة القادمين من المغرب والباحثين عن نياشين ومجد مفقود والراغبين في الزعامة ومضاعفة التعويضات والمكافئات، إلى إعطاء شرارة العنف الهمجي حيث تأكد وجود عدد من المشاركين في أحداث كديم إزيك والذين استطاعوا الفرار نحو تيندوف بعد الأحداث وأعلنوها صراحة وعلانية وأمام شرطة جنوب إفريقيا نريد جُثتكم ...هكذا نعيش أيام المهرجان لكن شبيبات الكتلة مصرة على تبليغ الحقيقة لشباب العالم ..ولنا لقاء [email protected]