وجدت الحكومة الإسبانية نفسها، أول أمس الاثنين، في موقف حرج، بسبب إقدام 14 إسبانيا على ممارسة أعمال مناوئة لسيادة المغرب ولوحدته الترابية في مدينة العيون.مواطنون صحراويون يحيطون بإسبانيين مشبوهين في مسرحيتهم المشبوهة (أ ف ب) عندما رفعوا أعلام بوليساريو، ما أدى إلى تعرضهم لهجوم من قبل مواطنين في المدينة، الأمر الذي استدعى تدخل رجال الأمن، الذين خلصوا الإسبانيين من قبضة الجماهير الغاضبة، ليجري ترحيلهم، في ما بعد، إلى جزر الكناري. وجددت الحكومة الإسبانية، أول أمس الاثنين، لكافة رعاياها التأكيد على "ضرورة احترام القانون الجاري به العمل"، وأكدت وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، في بلاغ نشرته، أن "الحكومة الإسبانية، إذ تلتزم بالدفاع عن حقوق رعاياها بالخارج، تجدد ضرورة احترام القانون الجاري به العمل". من جانبه، أجرى وزير الشؤون الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، اتصالين مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، كما أجرى كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية وأمريكا – اللاتينية، خوان بابلو دي ليغليسيا، اتصالا هاتفيا مع الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني. وأوضح بلاغ الخارجية الإسبانية أن السلطات المغربية أكدت، في ردها، أن "النشطاء الإسبان شاركوا في تظاهرة غير قانونية وغير مرخص لها، التي وقعت خلالها مواجهات بين المتظاهرين ومواطنين مغاربة". وأضاف البلاغ، الذي نشرته وزارة الخارجية الإسبانية، أن السلطات المغربية أكدت أن "تدخل الشرطة المغربية كان يهدف إلى وضع حد لهذه المواجهات". من جهتهم، علق فاعلون سياسيون إسبان على هذه الأحداث بأنها لا تنفصل عن التطورات الأخيرة المرتبطة بزيارة رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ماريا أثنار، إلى مليلية المحتلة، وسعي جهات يمينية متعصبة في إسبانيا إلى إفشال أي تعاون أو تقارب بين مدريدوالرباط. واعتبرت بعض وسائل الإعلام الإسبانية ما قام به النشطاء الإسبان يندرج في إطار تحركات يقودها أنصار الحزب الشعبي اليميني، المعارض، للتضييق على الحزب الاشتراكي العمالي، الحاكم، ووضع حكومة مدريد في موقف حرج، ودفعها نحو تأزيم العلاقات مع الرباط. ويرى بعض المراقبين أن ما أقدم عليه الإسبانيون في مدينة العيون من استفزاز، متوقعين ردود فعل عنيفة من طرف رجال الأمن، يسخرونها في ما بعد للدعاية ضد المغرب، لكن الذي حدث، أن مواطنين صحراويين تصدوا لهم، ولسوء حظ "النشطاء" الإسبان، تزامنت وقفتهم المؤيدة لبوليساريو، مع خروج مشجعي فريق الرجاء البيضاوي من ملعب المدينة، ما أدى إلى مضاعفة المواجهة. وتؤكد مصادر متطابقة أن الجزائر وبوليساريو تقف وراء هذه العملية، خاصة بعد الخناق ضدهما، بسبب الدعم الدولي المتزايد للمقترح المغربي، وأمام فرار مئات المحتجزين من تندوف، وعودتهم إلى المغرب.