في خطوة مستفزة، طالبت الحكومة الاسبانية من المغرب تقديم تفسيرات خاصة حول المعاملة التي تلقاها 14 ناشطا إسبانيا، يوم السبت 28 غشت 2010 بالعيون، والذين قدموا من جزر الكناري للتظاهر دعما للبوليساريو، التي رفعوا أعلامها وسط المدينة. ويأتي هذا التطور بعد الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الاسباني للمغرب، 23 غشت الجاري، والتي انتهت بإعلان الطرفين نزع فتيل التوثر بين البلدين. الخطوة التي قامت بها وزارة الخارجية الإسبانية، حسب وكالة الأنباء إ.ف.ي، جاءت من رئيس الحكومة، خوسيه لويس زباتيرو، الذي يوجد في زيارة إلى شنغاي بالصين، والذي أوعز إلى وزيره في الخارجية، ميخيل أنخيل موراتينوس، للاتصال بالمغرب قصد المطالبة ب تفسيرات خاصة حول اعتقال الناشطين الأربعة عشر. وحاولت التجديد معرفة رأي الحكومة المغربية في موقف نظيرتها الإسبانية، خاصة وأن الحدث يتعلق بقدوم مسبق لناشطين أجانب، عن سبق إصرار، إلى مدينة العيون قصد التظاهر تضامنا مع حركة انفصالية، وضد الوحدة الترابية للمغرب. وبينما يتهم النشطاء 14 عناصر في الأمن المغربي بالاعتداء عليهم، قال شهود عيان، إن النشطاء الذين حبذوا التظاهر حوالي الساعة الخامسة من يوم السبت الماضي، استفزوا بسلوكهم ذاك مجموعة من الصحراويين الوحدويين الذين لم يتقبلوا أن يرفع أجانب أعلام البوليساريو في قلب العيون، مما أدى إلى الاشتباك بالأيدي، وبالتالي تدخل الشرطة المغربية التي ساقت الجميع إلى المخفر للتحقيق، قبل أن يطلق سراحهم في اليوم نفسه. واستغلت منظمات مدنية وأحزاب إسبانية الحدث بشكل هيستيري، إذ طالب حزب المبادرة من أجل كاتالونيا مثلا، حكومة بلاده باستدعاء سفيرها في الرباط للتشاور، بينما استغلها الحزب الشعبي المعارض لتوجيه نقد لاذع للحكومة الإسبانية التي تنهزم دوما أمام الشرطة المغربية على حد تعبير أحد مسؤوليه. ويرى بعض المتتبعين أن على الحكومة المغربية تطبيق مطلب فرض التأشيرة على المواطنين الإسبان الذين يرغبون في الدخول إلي المغرب. كما تفعل اسبانيا مع المغاربة الذين يقصدونها. وتفاعلاً مع الحدث، قامت السلطات المحلية بالعيون، مساء أول أمس الأحد، بترحيل النشطاء ال 14 إلى جزر الكناري بحرا، ورافقهم ممثلون عن الحكومة الإسبانية. وأكد بيان لجمعية الصحراء المغربية أنه في وقت يتوقع فيه استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، تحت رعاية الأممالمتحدة، فإن الانفصاليين الذين ترعاهم الجزائر لا يوفرون جهدا لعرقلة تلك المفاوضات. ويتوقع أن يعود التوتر من جديد ليخيم على العلاقات بين البلدين، اللذان أنهيا قبل أسبوع فقط، أزمة تسببت فيها إسبانيا، في اعتداء لشرطتها في مليلية المحتلة على مواطنين مغاربة، الأمر الذي تطلب تدخل الملك الإسباني، خوان كارلوس، لتهدئة الأوضاع.