أحالت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، نهاية الأسبوع الماضي، مشتبها به، في حالة اعتقال، على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، من أجل "الضرب والجرح المفضي إلى الموت"ويتعلق الأمر بالمدعو (أ)، في عقده الثالث، متزوج، مهنته حارس، سبق أن تورط في 11 نازلة إجرامية، تتعلق بهتك عرض قاصر، والتخدير بالأقراص المهلوسة، والضرب والجرح بالسلاح الأبيض، وإلحاق خسائر مادية. وتعود وقائع الحادث، إلى ليلة الأربعاء 28 أبريل الماضي، وكان المدعو (أ) بمنزل والدته بالجديدة، حيث كان احتسى قنينة من النبيذ الأحمر، سعتها لتر ونصف اللتر، وبعد ذلك، تحوز بقنينة من مسكر ماء الحياة، سعتها ربع لتر، وشرع في احتسائها على عتبة باب المنزل، وكان جالسا على صندوق فارغ للمشروبات الغازية. وفي حدود العاشرة ليلا، مر المدعو (ع)، وهو رجل مسن، غير متزوج، ويقطن مع شقيقه وأفراد أسرته، في منزل يبعد ببضعة أمتار من منزل المدعو (أ). وكان العجوز في حالة سكر طافح، واقترب من المتهم، وطلب منه، حسب تصريحات الأخير، المدونة في محاضر الضابطة القضائية، مرافقته إلى غرفته، لاحتساء مزيد من الخمر، وقضاء الليل معه، وممارسة الجنس عليه، مقابل مبلغ قدره 200 درهم، فشرع في الضحك، ظنا أن العجوز كان يمازحه، إلا أنه، يضيف (أ)، خاطبه بعبارة "شوف يا (أ)، حنا كنعرفو بعضياتنا، ونسترو عيبنا". وأخرج من جيبه النقود، وألح عليه بمرافقته، لتلبية غريزته الجنسية. وثارت ثائرة (أ)، وطلب من العجوز مغادرة المكان، إلا أن الأخير شرع في نعته بالشاذ جنسيا، حسب تصريح (أ)، وخاطبه بعبارة مشينة، فقد على إثرها الشاب صوابه، وعمد إلى تعريض العجوز الضحية للضرب والجرح، مستعملا يديه إلى أن سقط على الأرض، وأردف له الركلات إلى وجهه، وهوى على رأسه بالصندوق البلاستيكي للمشروبات الغازية، الذي كان يجلس عليه، أمام عتبة باب المنزل. وبينما كان الضحية ملقى على الأرض، انتابت (أ) حالة من الهستيريا، نزع خلالها ملابسه، وظل عاريا، فاجتمع السكان حوله، وهو يردد عبارة تعرضه للتحرش الجنسي من قبل العجوز، وفي تلك اللحظة، تدخل شخصان من الجيران، وعرضا على الضحية مرافقته إلى المستشفى، إلا أنه رفض، واقتاداه إلى منزل شقيقه، فيما رافق المعتدي والدته إلى منزلها الكائن بالجوار، ونظرا لحالة السكر التي كان عليها، غادر لتوه البيت، ولم يعد إليه إلا في حدود الساعة الرابعة من صبيحة اليوم الموالي (الخميس)، إذ قضى ما تبقى من الليل. وأفادت زوجة (أ)، أنها كانت توجد ليلة الحادث بمنزل والديها، وبلغ إلى علمها أن زوجها كان يتشاجر مع أحد الأشخاص، ولم تخرج لمعرفة ما يجري، خوفا من أن تتطور الأمور إلى الأسوأ، سيما عندما يكون تحت تأثير الكحول. واعتادت عدم الاكتراث بمشاجرات زوجها، وقضت الليل بمنزل والديها، ولم يحضر زوجها، على خلاف عادته، لأخذها إلى الغرفة، التي يشغلانها على وجه الكراء، بحي سيدي الضاوي. وفي اليوم الموالي (الخميس)، قضى معها زوجها بعض الوقت، في منزل والديها، واستفسرته عن المشاجرة، فلم يشبع فضولها، ولم يطلعها على جميع الوقائع والحيثيات. وظهر اليوم نفسه، رافقته إلى الغرفة التي يكتريانها، وقضيا الليل هناك، وأخبرها بحقيقة مشاجرته مع العجوز. وصباح الجمعة الموالي للحادث، علمت الزوجة وشريك حياتها بوفاة (ع)، المعتدى عليه. وللتأكد من صحة الخبر، هرعا إلى الحي الذي شهد المشاجرة، وانتابت الزوج حالة من الهلع والتوتر، فتوجهت الزوجة بمعية زوجها إلى الحي، حيث تقطن عمتها للمكوث عندها بعض الوقت، حتى يتملك الزوج أعصابه، إلا أنهما لم يجدانها في البيت. ولحظتها، طلبت منه زوجته تسليم نفسه إلى الشرطة، التي كانت تبحث عنه، الأمر الذي استجاب إليه، وسلم نفسه إلى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية. وأفاد ابن شقيق الضحية أن عمه (ع) اعتاد على احتساء الخمر، وصباح الجمعة الموالي للحادث، استيقظ باكرا من نومه، وأشعرته والدته أنها طرقت باب الغرفة التي يقيم فيها عمه، بعد أن أحضرت له وجبة الفطور، لكنه لم يرد عليها. وتوجه ابنها في الحين نحو الغرفة، وأطل عبر فج ببابها، ولاحظ أن عمه مستلقي على سريره، ولا يتنفس، فبادر إلى الضغط بكل ما أوتي من قوة على الباب المقفل من الداخل، وتمكن من فتحه. وحينها لاحظ آثار دماء على الوسادة، التي كان شقيق والده يضع رأسه عليها، وتأكد أنه فارق الحياة، ثم سارع إلى إخبار الدائرة الأمنية الأولى، التي أشعرت الشرطة القضائية، وانتقلت عناصرها إلى غرفة الهالك، وباشرت المعاينة والتحريات، إذ أبانت أن الضحية كان يحمل آثار التعنيف في رأسه وجسده، وانتدبت سيارة لنقل الموتى، نقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي.