كتب: د. أحمد علي سليمان يعلن سماحة الأستاذ الدكتور إبراهيم أبو محمد المفتي العام للقارة الأسترالية إدانته الكاملة للحملة المفضوحة التي تتعرض لها أعرق مؤسسة في مصر وهي مؤسسة الأزهر من خلال ظاهرة التطاول الإعلامي على ثوابت الإسلام والتشكيك في مصادره ومحاولات النيل من حصونه، وفي مقدمتها الأزهر ومناهجه الدراسية، وشيخه الفاضل ورموز علمائه. ويؤكد سماحة المفتي تأييده لبيان هيئة كبار العلماء بأن مناهج الأزهر ومجالس شيوخه هي التي فتحت عيون علماء العالم الإسلامي على فهم كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعن طريق مناهجه وشيوخه أدرك العالم قيمة منهج الإسلام رسالة ورسولا، وعلى متون تلك المناهج تعرف أبناء الدنيا على تاريخ أمتنا وحضارتها ورجالها وأبطالها ومن صنعوا لها المجد. ومن علوم الأزهر أخذت المعايير الحقيقية التي يقيس الناس بها نبض الحياة، ويعرفون بها مقياس الصواب والخطأ، ليس فقط على مستوى السلوك الفردي، وإنما معيار الصواب والخطأ الحضاري والثقافي للأمم والشعوب والمجتمعات الإنسانية. وأكد العالم المصري الأزهري الدكتور إبراهيم ابو محمد مفتي أستراليا أن الأزهر منذ نشأته يمثل الفكر الإسلامي الأصيل، وهو قبلة المسلمين العلمية، والأزهر بعلمائه وشيوخه هو المأمون على دين الله عقيدة ولغة وثقافة، ولا يمكن لجهة أو هيئة في أي مكان في العالم تستهدف التأصيل العلمي وتبحث عن صحة الرواية وسلامة التوثيق إلا ويكون لها علاقة وثيقة بالأزهر الشريف جامعا وجامعة. وظل الأزهر لما يزيد عن ألف عام هو الحارس الأمين والمأمون على سلامة وصحة فكر الإسلام الصحيح، وعلى نظافة وجدان المسلمين وعقولهم في كل بقاع الأرض من طوفان الغلو والتطرف والتعصب الأعمى والتأويل الفاسد، والإرهاب المجنون. فكيف يسمح لفئة إعلامية ضالة وجاهلة أن تنتهك حرماته وتتهمه بالمسؤولية عن الإرهاب الذي يحاربه الأزهر. وقال: لقد ظن البعض إثما وخطيئة أن الأزهر الآن أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فإذا بالأزهر -رغم كل عوامل الهجوم الممنهج- لا يزال عفيا وعصيا وقادرا في الحق على قول " لا ". فهل يا تري تلك هي مشكلة الأزهر وشيخه الطيب؟ وأكد الدكتور إبراهيم أبو محمد مفتي أستراليا في هذا البيان أن الهجوم علي الأزهر والتطاول على شيخه – والتعريض بدوره ومنهجه وعلمائه ورموزه، إنما هي محاولة لتقزيم مصر وحرمانها من الحضور الحي والتأثير في المحيط الإقليمي والدولي، وإسقاط وتفريط ليس للأمن القومي المصري فقط، وإنما هو إسقاط وتفريط لأمن الأمة ثقافة وحضارة وتاريخا ورجالا ومؤسسات، وهذا في حد ذاته يشكل عارا وطنيا وقوميا وهزيمة ثقافية وحضارية تُسَلِّم – في خذلان- أشد حصون عقيدتنا وثقافتنا لعدو يخطط لاختراق أجهزة المناعة الثقافية ويسعي لتجريدنا دوما مما تبقى لأمتنا من كل وسائل التحصين التي سقطت، ولم يتبق منها على الأرض وفي قلوب الناس وعقولهم غير الأزهر. وتساءل مفتي أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد: لصالح مَن تهدمون الحصون؟ وكيف يسمح لإعلام الغواية والفتنة أن يمارس دور الخيانة بالدعوة إلى هدم الحصون؟ ومن هو هذا الذي يدفع للطبال والزمار في تلك الحملة المشؤومة؟ وعلى الرغم من كل المحاولات الفاشلة، فإن الأزهر الشريف سيبقى هو المصدر والمرجعية، وبيت الخبرة الكبير الذي يحصن الجميع بعطاياه الفكرية، ضد العنف والإرهاب، ويقيم للثقافة والفكر والمعرفة ميزان العدالة والاستقامة. حفظ الله مصر ممن يمكرون بها، وحفظ لمصر أزهرها بإمامه الفاضل وشيوخه وعلمائه ليظلوا حصنا واقيا وسدا منيعا وسندا علميا وثقافيا لمصر وللعالم الإسلامي من كل موجات الوضاعة الثقافية المترعة بالمعصية وفقدان المناعة.