وسط علامات استفهام حول التوقيت وبعض المشاركين، تحتضن العاصمة المصرية القاهرة، نهاية الشهر الجاري، مؤتمرا عالميا للصوفية هو الأول من نوعه في تاريخ التصوف بالشرق الأوسط، تحت عنوان "التصوف منهج أصيل للإصلاح" في المدة من 24 - 26 شتنبر الجاري. وذلك تحت رئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبمشاركة عدد كبير من رموز التصوف من قبيل مفتي مصر علي جمعة، وعلي الجفري (يمني)، ومحمد سعيد البوطي (سوري)، وعبد الله بن بيَّه (موريتاني). وسيشارك في المؤتمر الذي سيُعقد بمركز مؤتمرات الأزهر بالقاهرة الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف المصري، ومحمود الشريف، نقيب الأشراف، والدكتور عبد الهادي القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، كما سيُقدم خلال المؤتمر الذي تنظمه "أكاديمية الإمام الرائد لدراسات التصوف وعلوم التراث بالعشيرة المحمدية" ما يقرب من 50 بحثا من رموز ومشايخ التصوف ودعاته. ونقلت جريدة "اليوم السابع" المصرية عن الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي للمؤتمر قوله: إن "المؤتمر يهدف إلى بيان دواعي الإصلاح وضروراته في المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة وتحرير محل النزاع فيما يتعلق بجدلية الإصلاح وإصلاح الهياكل أو المؤسسات وإصلاح الأفراد والمجتمعات، وبيان أهمية الخيار الصوفي في ضوء الخيارات المتاحة للإصلاح، وتوجيه وترشيد التصوف ورد الممارسات الصوفية إلى الكتاب والسنة بفهم العلماء العاملين من السلف الصالح دون إفراط أو تفريط، ومن ثم توجيه الطاقات الإيمانية لدى قطاعات عريضة من الجماهير في ربوع العالم الإسلامي نحو البناء والإصلاح على المنهج الرباني الروحي الأصيل بدلاً من الهدم والتفريق والتكفير الذي تنتهجه بعض الجماعات المتطرفة، والتأكيد على أهمية إيقاظ وإنقاذ الحضارة الإسلامية من مُستنقع المادة التي طغت قوانينها بحكم الزمان على كل مناحي الحياة بكافة صورها ومستوياتها" وفق قوله. ويبدي كثير من المراقبين استغرابهم من دعوة بعض الرموز المعروفة بولائها التام للأنظمة القمعية في بلادها بل وموقفها الرافض للثورات العربية التي قامت ضد الظلم والاستبداد خاصة في مصر وسوريا وتونس وليبيا؛ فموقف البوطي وتصريحاته ودعمه اللا محدود للنظام السوري غير خاف على أحد، ومع ذلك فهو أحد أبرز المدعوين لحضور هذا المؤتمر الإصلاحي، أما الجفري اليمني، فهو صاحب المداخلة الشهيرة إبان الثورة المصرية على التلفزيون المصري والتي كان يبكي فيها من أجل نظام مبارك، أحد الحاضرين بقوة فيه أيضا. وكانت التيارات الليبرالية والعلمانية قد حاولت الاستعانة ببعض الطرق الصوفية والتحالف معها من خلال الدعوة إلى مليونية تواجه بها الحضور الإسلامي الكاسح للقوى الإسلامية التي دعت لمليونية الإرادة الشعبية، إلا أن هذه المحاولة قد فشلت بعد رفض قطاع واسع من الأشراف ورموز الصوفية ذوي النفوذ الحقيقي والجماهيرية في الأوساط الصوفية مع انكشاف مقصود التيارات الليبرالية والعلمانية من هذا التحالف قبل أن تنكر هذه التيارات هذا الاتفاق كله وتتبرأ منه.