يمكن القول إن جانب التأمين مازال يطرح الكثير من المشاكل بالنسبة للفرق الوطنية، سواء منها الأندية الهاوية أو الأندية المحسوبة على قسم الصفوة. فبالنسبة للهواة تستفيد الفرق من عقد تأمين تم التوقيع عليه بين اللجنة الأولمبية ووزارة الشبيبة والرياضة وإحدى شركات التأمين الوطنية. وبمقتضى هذا العقد تتكلف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بأداء واجبات التأمين التي يتحدد مبلغها في 12 درهما عن كل لاعب مؤهل. لكن ماهي نوعية الخدمات أو الاستفادة التي يتيحها هذا المبلغ الذي يبقى، بكل المقاييس مبلغا رمزيا؟ حسب ماصرح لنا به أحد مسيري فرق القسم الأول«هواة»، فإن الاستفادة من خدمات التأمين بالنسبة لهذه الفرق لاتخرج عن نطاق خدمة واحدة ووحيدة تتمثل في الاستشفاء. ماعدا ذلك فاللاعبون المصابون أو المعطوبون لايتلقون أي تعويض مادي رغم تقديمهم لملفات كاملة، فباستثناء حالات قليلة جدا، أغلبية الملفات يكون مصيرها التماطل، ثم النسيان وعموما ففرق الهواة بسوس تشتكي من انعدام الاستفادة من تعويضات التأمين، خلاف الفرق التي تتواجد بمحور البيضاء، الرباط التي تستفيد أكثر، نظرا لقربها من مركزيات التأمين. وبالنسبة لفرق الصفوة، أفادنا الدكتور محمد بيزران الذي يشغل موقع رئيس اللجنة الطبية داخل حسنية أكادير وداخل عصبة سوس لكرة القدم، ورئيس المركز الطبي الجهوي التابع لعصبة سوس والذي سيفتتح أبوابه قريبا، أفادنا الدكتور بيزران أن حيز الخدمات التأمينية التي تستفيد منها أندية الصفوة يبقى أوسع قياسا إلى ما تستفيد منه الاقسام السفلى. ففريق حسنية أكادير يدفع واجب التأمين عن 30 لاعبا مؤهلا، ويقدر مبلغ هذا التأمين ب 1200 درهم عن كل لاعب. ومقابل هذا المبلغ تتراوح أوجه الاستفادة ما بين الاستشفاء، والعلاجات، والترويض، ثم التعويض عن العجز، والذي يشمل نوعين: العجز الكلي المؤقت (L.T.T ) والعجز الدائم الجزئي (I.P.P ). ويؤمن اللاعبون على الإصابات والحوادث أو الأعطاب التي يتعرضون لها سواء أثناء المباريات أو أثناء التداريب، ولكل حالة مقتضياتها وإجراءاتها الإدارية، وآجال الإخبار والتي لاينبغي أن تتجاوز حدود 24 ساعة، حيث يتم الاتصال بالمصحة الجهوية التي سيتلقى بها اللاعب المصاب العلاجات اللازمة أو تجرى له عملية جراحية. وعندها يقوم الطبيب المعالج بإرسال ملف كامل حول الحالة الى شركة التأمين، ليخبرها بالعلاجات التي باشرها أو العملية التي أجراها، وليحدد كذلك فاتورة أتعابه، مع متابعة لحالة اللاعب حتى العلاج النهائي. وباستثناء حالتي العجز اللتين ذكرنا أعلاه، والتي يبقى إثرها اللاعب قادرا على مواصلة مشواره الكروي، فقد يحدث اللاعب، الذي يكون في الحالة الثانية، أي حالة العجز الدائم الجزئي، أن لايستطيع مواصلة الممارسة الكروية، وهو في هذه الحالة يتلقى تعويضا ماديا. ويرى الدكتور محمد بيزران أن العديد من أنديتنا الوطنية مازالت لاتتابع بشكل إداري ومنتظم ملفات التأمين، مما يجعلها لاتسترجع من خلال التعويضات ما أضاعته من مبالغ في أداء واجبات التأمين. ويرجع السبب في هذا الى عدم تعيينها لشخص مسؤول يختص في متابعة هذه الملفات، وكذا الى عدم احترامها لأجال بعث الملفات.