أصدر المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية حديثا، ضمن مجموعته «دفاتر المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية»، مؤلفا حول مدينة مراكش من وجهة نظر ديموغرافية وهو من توقيع أربعة باحثين مغاربة وفرنسيين في مجالات الديموغرافية والجغرافية. ويهتم الكتاب، الذي يحمل عنوان «أهل مراكش : الجغرافية الديموغرافية للمدينة الحمراء» للمؤلفين محمد السبتي، ويوسف كورباج، وباتريك فيستي، وآن كلير كورزاك سوالي، بالمدينة الحمراء انطلاقا من المعطيات الديموغرافية والجغرافية مع تركيزه على الاختلاط بين الساكنة القروية والحضرية في سياق التحديث. واستعمل المؤلفون في إنجاز هذا العمل بيانات الإحصاءات والتحقيقات الوطنية الكبيرة والمراقبة الميدانية، الأمر الذي سمح بدراسة التغيرات في عدد السكان، وفرص العمل المتاحة لهم، وظروف سكنهم وذلك على مدى عقود. ويتكون الكتاب، الذي قدم له الكاتب العام للمندوبية السامية للتخطيط جمال بورشاشن، من ثلاثة أجزاء، يضع أولها إطارا حول المغرب الكبير من أجل تتبع مكانة المغرب، ثم مراكش في كليتها الجغرافية والثقافية، خلال الألف سنة الماضية. وخصص الجزء الثاني للجانب الاقتصادي من خلال شروط تنمية الشغل، سواء من حيث البنية الاقتصادية للمدينة أو من حيث المهن الأكثر تميزا. ويتساءل مؤلفو هذا الكتاب في هذا الجزء، بالخصوص، حول دخول أجيال جديدة أو وافدين جدد إلى المدينة الحمراء. وركز المؤلفون في الجزء الثالث على قضايا السكن لا سيما من خلال التنظيم المجالي والوظيفي للمدن القديمة وتحليل التحولات التي تسبب فيها الاستعمار، والنمو الديموغرافي السريع والوصول الحديث للأجانب. وأكد جمال بورشاشن إن هذا الكتاب حول مراكش يعتمد على مصادر حديثة، ولكنه يعتمد أيضا على التطور التاريخي للسكان ولجغرافية البلد والمنطقة والمدينة، وكثيرا ما يعتمد جوانب من الأعمال التي وردت في تقرير « 50 سنة من التنمية البشرية بالمغرب وآفاق سنة 2025 ». ويقترح بعض السيناريوهات حول المستقبل الممكن لمراكش كما تم استيحاؤه من الخطوات الاستشرافية المغرب2030 للمندوبية السامية للتخطيط، التي تم اتباعها في إعداد خطط وطنية. ويكمن الهدف الأساسي للمعهد، الذي يوجد مقره بباريس، في دراسة الوضع الديموغرافي وتطوراته في فرنسا وحول العالم. وتغطي مجالات الاختصاص في الوقت ذاته دراسة الظواهر الديموغرافية الخالصة (كالزواج والخصوبة والوفيات والهجرات...) والديموغرافية التطبيقية في الحياة الاجتماعية والاقتصاد، والصحة العامة، والجغرافيا البشرية، والتاريخ.