من حقنا كمغاربة، أن نفتخر بهواياتنا وولعنا بطيورنا وكلابنا وحيواناتنا التي تبعث الدفء فينا وفيما بيننا ، وتوطد أواصر علاقاتنا، ليكون احتفاؤنا بأنفسنا احتفالا تنظمه حيواناتنا. الأنشطة متعددة هاته الأيام على الصعيد الوطني تبشر بالخير، وتجعل المغاربة المتتبعين لهاته الأنشطة يتساءلون عن سر هذه الحيوية المتدفقة.. معارض عالمية للكلاب، مسابقات لتغريد الطيور بمستوى دولي، عروض لحمام الزينة المتنوع، أحواض الأسماك الملونة والمختلفة الأشكال، صقور، قطط، خيول ، وحيوانات أخرى أصبحت محورا لهواة الطبيعة... كلها أشياء جعلت من المغرب قبلة للمهتمين العالميين في هذا المجال، مع ما تسجله هاته الإنتعاشة من اهتمام لوسائل الإعلام بكل تلاوينها، وإن كان متذبذبا ، فإنه على الأقل يؤكد أن المغرب يتوفر على شريحة مهمة من المهتمين بالحيوانات، وأن المغرب يسير في اتجاه «خلق قناة للحيوانات والطبيعة» بخطى بطيئة فعلا، لكنها أكيدة وممنهجة، ليستفيق المغاربة يوما على خبر قرب انطلاق قناة متخصصة في الحيوانات تكون متسعا ومشهدا رائعا للخصوصيات المغربية المرتبطة بهذا العالم الخاص حقا. «القناة المغربية للحيوانات» ستكون تحقيقا لحلم كبير لدى أكثر من 70 في المائة من المغاربة الذين يفضلون اللجوء إلى قناة «أنيمو» بدل متابعة الأخبار التي لا تبشر بخير سواء في العالم العربي أو الإسلامي أو «الإنساني» عموما. «قناة الحيوانات» ستفضح كيف أن آلاف طيور الحسون التي يتم صيدها يوميا وتحشر داخل حافلات النقل الداخلي يموت أكثر من نصفها قبل الوصول إلى المحطات الأخرى، «قناة الحيوانات» سيكون بإمكانها كشف عملية تهريب آلاف هذه الطيور عبر خارطة محكمة نحو الجارة الجزائر أمام أعين السلطات ...«قناتنا» ستعري الواقع الخطير الذي تعيشه شوارعنا من جراء الرعب الذي تخلقه كلاب شرسة تعيش بيننا بطريقة غير قانونية أو مشروعة.. لكن «قناتنا» التي ستكون منبر كل المغاربة، ستنقل أيضا احتفالات الهواة بتنظيم مسابقات في الطيور المغردة أو الأحصنة أوسباق الحمام أو معارض زينة خاصة بالقطط أو الكلاب أو حتى الأسماك و النباتات. سيكون الإمتاع عنوانا لقناتنا، ونجلس منتبهين ونحن نتتبع برامج حوارية ونقاشات حول المشهد الحيواني بالمغرب، ومشكل قلة البياطرة المتخصصين، وجملة المشاكل والصراعات بين المؤسسات التي وضعت خدمة الحيوانات والطيور المغربية أهم أولوياتها.. ستكون حقا «قناة» مشوقة وستلقى أكبر متابعة جماهيرية في تاريخ المغرب...إنه ليس حلما، لكنه حقيقة لاتزال لم تتحقق بعد.