إلى متى يجب أن أنتظر لكي أحصل على فرصة مشابهة؟ كم أغبط سكان العالم لقدرتهم على الاستفادة من كامل خدمات الويب و منها الشراء و البيع عبر الانترنت، حجز دومين أو استضافة، إرسال و استقبال الأموال و هلم جرا.. كل ما في الأمر أن القوانين (التي أنشئت لخدمة المواطن كما يقولون) لا تسمح للمواطن العادي بتحويل أي مبلغ مالي خارج الوطن، و بالتالي لا يمكن شراء أي شيء عبر الويب. قد تقولون يمكنك الحصول على حساب بنكي و بطاقة دفع إلكترونية، ثم استخدمها في الويب! لكن للأسف، للأسف الشديد، و إن كانت بطاقتي البنكية تحمل شعار visa فهي كحال بقية البطاقات الإلكترونية المغربية تحمل الجملة المشؤومة: Valid only in Morocco !! أي هذه البطاقة لا محل لها من الإعراب في الويب. و مع ذلك، جربت استخدام بطاقتي في عدة مواقع، و لم اتلق إلا عبارات على شكل "رقمك تم رفضه من مصرفك، رجاء اتصل بأقرب وكالة تابعة لمصرفك"، ألف مبروك! ما العمل؟ قمت بجولة مفاوضات طويلة لمعرفة الطريق القانونية لتحويل الأموال للخارج، علي الاتصال ب"مكتب الصرف" (الذي لا يوجد بمدينتي بالمناسبة)، ثم تقديم حجج و براهين لسبب تحويلي للأموال خارج البلد، و كأنني سأحول 100 ترليون دولار، و كأنني سأسبب في انهيار قيمة الدرهم المغربي بسبب عملية تحويل 10 دولارات لحجز دومين، سبحان الله! (طبعا طلبي سيرفض لأن حجتي غير مقبولة). بعد حديث طويل مع المصرف، بحثت فيه عن كل الطرق الممكنة لتحويل الدريهمات (و ليس الدراهم، فقط دريهمات) لشركات معروفة، توصلت لحيلة أحصل بموجبها على بطاقة بنكية غير كاملة الخصائص. لكن! لا يحق أن يتجاوز المبلغ 20000 درهم طوال السنة (حوالي 2400 دولار)، طيب إلى الآن الأمور على ما يرام، حتى أعلم أن من شروط الحصول على هذه البطاقة التوفر على جواز سفر، و أثناء إضافة أي درهم للبطاقة يقوم موظفوا البنك بالطبع في الجواز بما يفيد تسلمك للنقود بالعملة الأجنبية، طبعا أنا لا أملك أي تأشيرة لأي دولة، و بالتالي حينما سأجدد الجواز بعد نفاذ صلاحيته سأقع في ورطة مع السلطات : لم كل هذا التعقيد؟ لذلك لحد الآن لم أنجح في حجز ولا دومين واحد بإسمي، كل الشركات الدولية التي اتصلت بها لا تملك فرعا في المغرب. لذلك لحد الآن لم أنجح في الحصول على مدونة شخصية على استضافة خاصة، فقررت استخدام Blogger بعد تردد طويل. لذلك لحد الآن لم أنجح في الحصول ولا على كتاب تقني واحد، أضطر للبحث عن نسخ مقرصنة ثم طبعها، طبعا التكلفة أكثر من شراء الكتاب و الجودة أقل، و الطباعة بالأبيض و الأسود فقط. لذلك لحد الآن لم أتصفح أمازون منذ شهور، حتى لا أمتع عيني بالنظر لكتب و أدوات لن تصلني يوما، فما فائدة التعرف على اسمها إن لم أحصل على محتواها. لذلك لحد الآن كل برامجي التجارية هي نسخ مقرصنة 100%، بدون استثناء. لذلك لحد الآن لم أنجح في القيام بأي تعامل مادي و لم يتم تفعيل حسابي Paypal و لا أستطيع الحصول على حساب flickr pro و لا مساحة إضافية من Google و لا مستخدم متقدم من Rapidshare... لذلك لحد الآن، أحس أنني في مجرة أخرى غير التي تتواجد بها شبكة الويب.