تناقلت وسائل الإعلام الإسبانية تصريحا للمدعو محمد عبد العزيز، رئيس الانفصاليين، الذي تم استقباله من طرف الحكومة المحلية لإقليم نافارا باسبانيا، يدعي فيه أن المغرب يمارس عملية «إبادة» يومية للصحراويين، مستندا في ذلك على التقرير الأخير لوفد البرلمان الأوروبي للمنطقة. و من الطبيعي أن تتلقف الصحافة الإسبانية هذا التصريح و تنفخ فيه، ليس لأنها تعطف على الصحراويين، و لكن لأنها تعتبر أن عدو العدو صديق. فما يهمها هو أن تخلق كل المشاكل الممكنة للمغرب، حتى تضعفه، لأنها تعرف أنه إذا تقوى فإن لاشيء يثنيه عن الشروع في استكمال و حدته الترابية بتحرير سبتة و مليلية و الجزر، بعدما حرر الصحراء من قبضة الاستعمار الإسباني. أما محمد عبد العزيز فإنه لا يخجل ولو كان في وجهه درة حياء لما وقف ضد بلاده، خادما صغيرا للجزائر. الخجل و الحياء ننتظره من أولئك المغاربة الذين يتحذلقون في مفاهيم حقوق الإنسان و يعطون الدروس للجميع. هم الذين قدموا شهاداتهم للوفد الأوروبي حول الخروقات المغربية، لكنهم لم يقولوا، حسب التقرير، أن المغرب يمارس الإبادة. فليتكلموا اليوم، باسم النزاهة الفكرية والشجاعة السياسية و يردوا على زعيم الانفصاليين بان «للإبادة» تعريفها في القانون الدولي و أن التقرير نفسه لم يتحدث عنها. إنهم لن يفعلوا، لأنهم غبر نزهاء، و لأنهم في المحافل الدولية ينضمون إلى وفد الانفصاليين باستمرار.