قال رئيس الجمهورية الوهمية محمد عبد العزيز إن الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس بشأن الجهوية «طعنة خنجر غادرة أخرى في ظهر المجتمع الدولي»، وكأن زعيم الإنفصاليين وصي على العلاقات الدولية. واختار ولد عبد العزيز استقباله لرئيس المجلس الشعبي الجزائري (الغرفة الأولى للبرلمان) عبد العزيز زياري، كي يدلي بتصريحاته التي تفضح حالة اليأس التي يوجد عليها البوليساريو وكل المؤسسات التي صنعتها الجزائر لتعادي الوحدة الترابية للمغرب. وأضاف أن الخطاب الملكي «لا ينم أبدا عن أية نية صادقة لدى الحكومة المغربية في التعاون البناء والصادق من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع». في الوقت الذي اعتبرت العديد من ردود الفعل الدولية أن الخطوة الجديدة التي أعلن عنها جلالة الملك تعد دعما لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع المفتعل. من جهته سار «الوزير الأول» للجمهورية الوهمية في نفس اتجاه محمد عبد العزيز، حيث صرح أن «خطاب محمد السادس لا يخلق الأجواء المناسبة، بل يزيد من عرقلة مسار المفاوضات»، ورأى بأنه «لا يحمل أي جديد في جوهره، بل هو يزيد من الهروب إلى الأمام». تصريحات الانفصاليين تناقلتها كالعادة وسائل الإعلام الجزائرية التي لاتترك مناسبة إلا وتؤكد استمرارها لمناهضة المغرب في وحدته الترابية وفي مبادراته التي تسعى إلى تحديث مؤسساته. من جهة أخرى، أكد رئيس اللجنة الأممية «المينورسو»، هاني عبد العزيز، أول أمس بالجزائر، أنه بصدد إعداد تقرير شامل مع الشركاء الستة الذين تشملهم القضية الصحراوية بمن فيهم جبهة البوليساريو، مصرحا في ذات السياق أن انتماءه العربي والإفريقي سيمكنه من وضع القضية الصحراوية على السكة والتعاطي مع الملف بكل موضوعية . وقال المبعوث الأممي إن زياراته للرباط ومخيمات تندوف ثم الجزائر وموريتانيا جعلته مقتنعا بإمكانية الوصول لحل نهائي للقضية المتعثرة في العديد من المرات. وقال بشأن زيارته للرباط إنها كانت جد مثمرة، وتفاءل بإيجابية المفاوضات بين الطرفين. وعن التقرير السنوي الذي تعده منظمة الأممالمتحدة، قال رئيس اللجنة إن دائرته قامت بتعيين مساعدين يقومان بالاشتغال على القضية، يتم من خلالها إعداد تقرير شامل يتم وضعه على طاولة بان كي مون الذي يقوم بدوره بتحويله إلى مجلس الأمن للنظر فيه، غير أنه قال إن الأمر لا زال في بداية الطريق.