استقبل الملك محمد السادس في مراكش أول أمس المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله العقيد محمد ولد عبد العزيز، وقال مصدر مطلع في نواكشوط إن زيارة المبعوث للمغرب تدخل في إطار تحرك موريتاني واسع للرفع من إمكاناتها العسكرية والأمنية بعد الحوادث الأخيرة التي شهدتها موريتانيا، وخصوصا الهجوم الذي استهدف الجنود الموريتانيين في حامية “الغلاوية” (شمال) أواخر دجنبر الماضي، وأضاف أن موريتانيا عازمة على تحديث جيشها وقوات أمنها لمواجهة الظروف الجديدة والاستعداد لما سماه “الحقبة النفطية”. وأفاد أن ولد عبد العزيز زار بلدانا عديدة في هذا الإطار، بينها فرنسا والجزائر، وكان مصحوبا بمدير الأمن العقيد محمد ولد الغزواني. "" وأثار الإعلان عن استقبال العاهل المغربي للعقيد محمد ولد عبد العزيز تساؤلات كثيرة وشائعات في الوسط السياسي في نواكشوط الذي استغرب الزيارة وأبعادها . حيث يعتبر ولد عبد العزيز الرجل النافذ في المؤسسة العسكرية، وهو يدير أمن الرئاسة منذ أكثر من 20 عاما، وكان المنفذ الفعلي لانقلاب 3 غشت 2005 الذي أطاح بنظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، ويشغل حاليا منصب قيادة الأركان الخاصة لرئاسة الجمهورية. وكشف المصدر أن اختيار شخصية تتمتع بكامل هذا الوزن في موريتانيا، مثل محمد ولد عبد عزيز، مبعوثا خاصا إلى ملك المغرب يأتي من أهمية الملفات التي حملها معه، وتعتبر في غاية الحساسية. ولم يخف المصدر أن وزير الخارجية محمد السالك ولد محمد الأمين لم يكن مؤهلا لحمل تلك الملفات، خصوصا بعد معلومات “مؤكدة” بحسب المصدر تحدثت عن عدم رضا المغرب عن “دور خفي” لوزير الخارجية الموريتاني ويتعلق بانحيازه لجبهة البوليساريو. وتعتبر هذه المرة الأولى التي توفد فيها الرئاسة الموريتانية علنا العقيد ولد عبد العزيز كمبعوث خاص إلى دولة خارجية، على الرغم من أن نواكشوط لم تعلن شيئا بشأن الزيارة، واكتفت وكالة المغرب العربي للانباء بنشر الخبر من دون تعليق.