كشف مصدر إعلامي مغربي النقاب عن أن ليبيا طلبت مساعدة المغرب في تمكين الفرقاء الموريتانيين من التوافق على مخرج للأزمة السياسية بعد أن أعلنت الجبهة المعارضة للإنقلاب في موريتانيا رفضها التجاوب مع الجهود الليبية حين اعتبرت تصريحات الزعيم الليبي معمر القذافي اثناء زيارته الأخيرة إلى موريتانيا في عيد المولد النبوي الشريف انحيازا لصالح القيادة العسكرية بما لا ينسجم ودور الوساطة. "" وأشار الكاتب والإعلامي المغربي إحسان الحافظي إلى أن الزيارة التي قام بها مبعوث الزعيم الليبي أحمد قداف الدم السبت إلى المغرب واستقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس له في فاس، تأتي في سياق استعانة طرابلسبالرباط في محاولة انجاح الوساطة الليبية بين الفرقاء السياسيين في موريتانيا، لا سيما بعد أن رفضت جبهة الدفاع عن الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وطالبت بوساطة مغربية مع القيادة العسكرية، كما قال. وذكر الحافظي أن وفدا موريتانيا من جبهة المعارضة كان قد زار الرباط مؤخرا وطالب بوساطة مغربية مع القيادة العسكرية، وقال: "زيارة المبعوث الليبي أحمد قداف الدم إلى المغرب تأتي في سياق انجاح الجهود الليبية في موريتانيا، والدور المغربي هنا مهم للغاية، فنحن نذكر جميعا أن جبهة الدفاع عن الديمقراطية كانت قد طالبت المغرب سابقا بالوساطة لإطلاق سراح الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وبالفعل تم ذلك بعد نهاية زيارة مسؤول المخابرات المغربية إلى نواكشوط مباشرة، وهناك علاقات معروفة لرئيس المجلس العسكري الحالي الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي تخرج من الأكاديمية العسكرية في المغرب، بالإضافة إلى عدد كبير من قادة المؤسسة العسكرية المغربية الحالية، ومن هنا يأتي التوجه إلى الرباط على خلفية القناعة بأنها هي التي يمكن أن تؤثر في القرار الموريتاني بالمعنى الودي وليس بالمعنى السيادة". ونوه الحافظي إلى أن الرباط كانت قد صمتت على الانقلاب العسكري الذي جرى في موريتانيا في السادس من غشت الماضي، على خلفية بعض المعلومات الاستخباراتية التي رشحت عن توقيع الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله على عقود مع شركات عربية لها علاقة بجهات رسمية جزائرية يمكنها أن تشكل اختراقا أمنيا لخط طنجة داكار الذي تعتبره الرباط حزاما أمنيا لصون وحدتها الترابية وترفض دخول طرف ثالث فيه له عداوة لهذه الوحدة، وذكر أن المقصود من ذلك هو الجزائر، كما قال. واستبعد الحافظي أن تكون لزيارة الموفد الليبي للمغرب أي علاقة بالرغبة في الوساطة الليبية بين المغرب والبوليساريو انطلاقا من الموقع الجديد للعقيد الليبي معمر القذافي باعتباره ملك ملوك إفريقيا ورئيس اتحاد المغرب العربي، وقال: "لا أعتقد أن زيارة المبعوث الليبي أحمد قداف الدم إلى المغرب لها علاقة برغبة طرابلس في الوساطة بين المغرب والبوليساريو، فكل ما تطلبه الرباط من طرابلس في هذا الشأن هو عدم دعم البوليساريو، وهذه خطوة كانت طرابلس قد صححتها منذ العام 2000 حين أعلنت موقفها بأنها لم تكن مقتنعة بدولة جديدة في جنوب المغرب وقطع الاتصال بالبوليساريو، ومن هنا لا أعتقد أن لهذه الزيارة أي علاقة بهذا الملف الذي أعتقد أن البوليساريو لن تقبل به أيضا"، على حد تعبيره. وكانت وسائل الإعلام المغربية الرسمية قد أعلنت السبت الماضي أن الملك محمد السادس قد استقبل في القصر الملكي بمدينة فاس المبعوث الليبي إلى المغرب أحمد قداف الدم دون أن تذكر تفاصيل اللقاء ولا الهدف منها.