استنكر المشاركون في الندوة التي نظمها فرع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس، ما اعتبروه إخلالا بشرف المهنة، من طرف المراسلين الصحافيين الإسبان الذين قاموا بتغطية زيارة وفد البرلمان الأوروبي للأقاليم الصحراوية. واستند المشاركون الى التقرير الذي قدمه الصحافيون القادمون من هذه الأقاليم، والذين أكدوا في الندوة التي نظمت يوم 30 يناير الأخير، الانحياز السافر والتواطؤ المقصود والمفضوح لبعض وسائل الإعلام الاسبانية للأطروحة الانفصالية، سواء من خلال تحريف الحقائق أو التحريض ضد السلطات المغربية. وأبدى الصحافيون الصحراويون المشاركون، استنكارهم لما اعتبروه قيام بعض الصحافيين الإسبان، "بمهمة" لاعلاقة لها برسالة الإعلام. وطالبوا المكتب التنفيذي للنقابة بالتحرك العاجل في هذا الموضوع. وأصدرت الندوة توصية تؤكد « أن المشاركين يرفضون أن تتاجر بعض وسائل الإعلام الاسبانية بقضيتنا الوطنية لأغراض دنيئة لا تتماشى مع أخلاقيات مهنة الصحافة». وصرح أحد الصحافيين القادمين من العيون، بأنه حضر بنفسه مهزلة كان من بين الممثلين فيها بعض الصحافيين الإسبان، الذين طلبوا من أمينتو حيدر، إحدى الناشطات الانفصاليات، التي كانت حضرت إلى الفندق لتجتمع بالوفد الأوربي، بأن تعود من حيث أتت، لأنهم قالوا للوفد إن السلطات المغربية عرقلت وصولها إلى هذا المكان. وفعلا عادت أمينتو إلى مكان يبعد عن الفندق، ليخرج أعضاء الوفد محتجين على السلطات، مطالبين بالسماح لهم باستقبالها، يضيف الصحافي في شهادته. وتناقض ادعاءات الصحافة الإسبانية التصريحات التي أدلى بها أعضاء الوفد الأوربي، الذين حيوا في لقاء صحافي حرية الحركة التي تسمح بها السلطات المغربية لما أسمته بالمعارضين الصحراويين. ويتكون هؤلاء المعارضون من مجموعات قليلة، منها من يدعي انتماءه لمنظمات حقوق الإنسان، ويبعثون يوميا عبر شبكة الأنترنيت ببيانات عن مظاهرات واعتقالات وهمية، ويحولون سجناء الحق العام في السجون بالصحراء، إلى معتقلين سياسيين. ويتصل هؤلاء يوميا بالصحافيين الإسبان، الذين يشكلون قناتهم الرئيسية لنشر ادعاءاتهم، بل إنهم ينظمون بعض المظاهرات الصغيرة، باتفاق معهم. وقد سبق للسلطات المغربية أن اشتكت من تصرفات بعض المراسلين الصحافيين الإسبان المقيمين في المغرب، وعلى رأسهم مراسل صحيفة "أب س " الذي يتزعم تحريض بعض الشباب الصحراوي على تنظيم مظاهرات للقيام بتصويرها. ويتحرك الصحافيون الإسبان بشكل جماعي، وعندما تطالبهم السلطات المغربية باحترام قواعد العمل المهني، يتصلون بسفارتهم للضغط على المغرب، مهددين بإثارة أزمة في العلاقات بين البلدين.