أثار تسريب مسودة التقرير الذي أنجزه وفد البرلمان الأوروبي الذي قام بزيارة الصحراء المغربية وتندوف نهاية شهر يناير الأخير، زوبعة من الانتقادات في أوساط هذا البرلمان وفي الأوساط النيابية المغربية، بعدما تبين أن هذا الفعل كان مدروسا ومخططا له منذ الوهلة الأولى. ومن المعلوم أن عضوين من الوفد هما من جنسية اسبانية، كما أن مراسل الباييس الإسبانية في المغرب، ايغناسيو سيمبريرو، هو الذي تكلف بتعميمه، مما يؤكد أن أياد من اسبانيا، القوة التي حرر المغرب الصحراء من يدها، كانت وراء هذه المؤامرة. وحسب ما جاء في تصريحات أعضاء من البرلمان المذكور، فإن النص ليس نهائيا، كما وصفوا عملية تسريب المسودة بأنها «لا أخلاقية». فهل جاء هذا العمل اللا أخلاقي صدفة أم أنه مبيت؟ ولمن لا يعرف سيمبريرو، نخبره بأنه تعود على هذا النوع من السلوك، حيث تجده واضحا أو مستترا في عدد من القضايا ضد المغرب، وكأنه "ناشط مكلف بمهمة"، وقد توج نشاطه بما سماه كتابا حول النزاع المغربي الإسباني، بسبب جزيرة ليلى (تورة)، ضمنه معطيات "سرية جدا"، زودته بها مخابرات بلاده، ليعرض وجهة نظرها، وينشر ادعاءات غير صحيحة ضد المغرب، تدخل في إطار الحرب النفسية، التي تسندها الأجهزة عادة إلى صحافيين أو باحثين أو مراكز دراسات، تعمل لصالحها. وفي هذا الإطار تدخل المؤامرة، التي بدأت منذ أن حط الوفد قدميه في الصحراء المغربية، حيث وجد في انتظاره صحافيين إسبانيين، مراسل صحيفة" أ ب س" اليمينية، ومراسل قناة كاطالانية. وأكدت لنا مصادر من العيون أنهما كانا على اتصال دائم بعضوي الوفد الإسبانيين، وكانا يشتغلان في إطار الإدعاء بأن السلطات المغربية كانت تمنع المتعاطفين مع جبهة البوليزاريو من الوصول لمقر الوفد. وردا على ادعاءات الصحافيين، قامت القناة الجهوية للعيون، ببث تصريح أدلى به التامك، الذي يعترف بعضويته في التنظيم الانفصالي، يؤكد فيه أن كل المقابلات مع الوفد الأوروبي تمر في حرية تامة. كما قامت القناة ببث صور كل الانفصاليين الذين دخلوا إلى الفندق الذي يقيم فيه الوفد. ورغم كل هذه الحقائق، فإن الصحافيين الإسبانيين واصلا عملهما ضد المغرب، مما دفع بصحافيين قادمين من هذه الأقاليم، مشاركين في ندوة نظمت يوم 30 يناير الأخير، من طرف فرع فاس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الى بالانحياز السافر والتواطؤ المقصود والمفضوح لبعض وسائل الإعلام الاسبانية للأطروحة الانفصالية، سواء من خلال تحريف الحقائق أو التحريض ضد السلطات المغربية. وكان التنسيق واضحا في كل هذه التحركات وما تلاها، في عمل لا يمت إلى الصحافة بصلة، حيث واصل سيمبريرو المهمة التي كان قد بدأها زميلاه، في مخطط مدروس مع أعضاء الوفد الإسبانيين، واللذين حاول أحدهما طرد مسؤول عن منظمة حقوقية نددت بالتعذيب الذي تعرض له، في تندوف، معارضون للانفصاليين، فرد عليه الناشط الحقوقي الصحراوي بأنه لن يتمكن من طرده من الفندق لأنه في أرض مغربية، وطالب بتسجيل محاولة الطرد في المحضر.