(قصيدة في رثاء أمي، التي، ذات مساء حزين، تقطعت من فؤادها آخر خيوط نجاتي !!
تناءى المزارُ، وما زلتِ أمي ترقبين خطايَ أزف بشارة يوم جديد لكي ترحلي لقصور ببغداد لا داء يجثم فيها ولا موت يسرق حلم الوليد. ********* تناءى المزارُ، وما زال حلمكِ يرقب كشف السماء لأرض مضمخة برؤايَ … بلا خوف يجثم فيها ولا وحش ينحت رسماللحود !! ********** أنا السندبادُ أضاعَ حياتكِ قيدَ انتظارِ… !! غريقٌ أنا في أقاصي البحارِ فكيف لسيف من الكلماتِ ومركبةٍ من لفائف أفكارِ بأن يوصلانا لشط بعيد بعيد !! وكيف مددتِ فؤادك حبل نجاة ؟ ! وخيطا فخيطا تلاشى الفؤاد إلى أن تقطع منه الوريد !! ********** أأماه هل تذكرين ! غداة أمضت فؤادي النبالْ وحار بدائي أُساتِي، أنا المستعيذُ بنار الجنونِ أنا المستحم ببحر الظنونِ؛ غداةَتبعنا سراب الجبالْ ضريحا نُرجي وراء ضريح؛ وروحي على برزخ للرجاءِ فلا الأولياءُ أراحوا ولا أنا أشفيت دائي !! ********** أأماه… ! قضيتِ وفي الروح بعض اشتياقِ لأمكنةٍ نسجتْها خيوطُ النزيفِ على وطنٍ خاننا ونحن بأصفاد فقد، وأسمال عار !! سكبتِ على أرضه من دماكِ، وجُدتُ على تربه من دمايَ فلم نَجْنِ غير المنون وغير شظايا انكسارِ… فكيف تَضِن عليكِ المشافي بثوب سرير وبعض دواءِ؟ ! وكيف تسيل دماك على الرصيف…. ؟ ! يخون الوطنْ … ولكننا أمي لا نخون… !! ********** أأماه…. هرقتِ حياتكِ حبرَ حروفِ لسِفْرٍ كلامُه بوحُ جروحي يخط عبير رُباكِ رؤًى للزمان الخؤون، فنامي قريرة عين سأمضي بخطو هواك أرصع تاج الشجون !! ********** يخون الوطنْ ولكننا، أمي ! لا نخون !!