يبدو أن العملية الإرهابية التي وقعت بجماعة إمليل، إقليمالحوز، وذهبت ضحيتها سائحتان أجنبيتان، نرويجية و دانماركية، قد أماطت اللثام عن مخطط إرهابي كبير بأياد أجنبية . فبحسب ما تجمع من معطيات، فإن تعميق البحث مع الموقوفين على خلفية جريمة « شمهروش»، مكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، من إيقاف مواطن سويسري، شكل لحد الآن، الحلقة الرئيسية والمحورية للمشروع الإرهابي، الذي كان في بداياته، ولكن هذه المرة بتجنيد مهاجرين من دول جنوب الصحراء، حيث أوردت المعطيات الأمنية الرسمية أن المواطن السويسري، استفاد من إتقانه للغتين الفرنسية والإنجليزية، للتواصل مع مواطنين منحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، يوجدون في وضعية هشاشة، بغرض تجنيدهم لتنفيذ مخططات إرهابية. عملية التجنيد هذه، كانت في بداياتها، بحيث لم تثر الشبهات حول تحركات السويسري الحامل للجنسية الإسبانية والمقيم بالمغرب، لكن الاشتباه في ارتباطه ببعض الأشخاص الموقوفين في إطار البحث القضائي المنجز على خلفية مقتل السائحتين الأجنبيتين، أخرجه إلى دائرة الضوء، وبالتالي تم النبش في مساره وتحركاته، ليتم الكشف عن مشروع تجنيد في بداياته لم تتضح لحد الآن معالمه، وما إن كانت له امتدادات مع الجماعات الإرهابية، التي تنشط في منطقة الساحل، وبالتالي يطرح السؤال حول ما إن كانت الجماعات الإرهابية بهذا تحاول اختراق المغرب من خلال مهاجرين عاديين يتم تجنيدهم في المغرب لتنفيذ عمليات إرهابية هنا أو في البلدان الأوروبية بعد نجاحهم في عبور البحر الأبيض المتوسط. وعن طبيعة علاقة المواطن السويسري بالمجموعة التي نفذت جريمة قتل السائحتين الأجنبيتين، فقد أوردت المصالح الأمنية أن المواطن السويسري الموقوف، كان يقيم في أماكن قريبة من المناطق التي كان يوجد فيها المشتبه بهم، وأن «علاقته بهم تقوم على تلقين البعض منهم آليات التواصل بواسطة التطبيقات الحديثة، وتدريبهم على الرماية وتقنيات التنقل والتنكر. وبحسب بعض التقارير، فإن منفذي الجريمة، ليس لهم امتداد تنظيمي خارجي، وحتى علاقتهم بالسويسري لم تتجاوز اللقاءات السطحية، وإن كانت تتخذ أحيانا طابعا تحريضيا، إلا أنها لم تتطور بعد. وتحرك الجناة في جريمة «شمهروش»، كان بشكل مفاجئ بالنسبة للمصالح الأمنية، التي لم ترصد تحركات العناصر الإرهابية بهذه المنطقة. من جهة أخرى، باشرت السلطات الأمنية الإسبانية، التحقيق في هوية المواطن الحامل لجنسيتها والبحث في كيفية حصوله على الجنسية الإسبانية، وذلك بطلب من المغرب، بحسب ما ذكرته صحيفة «لارزون» الإسبانية. وأضافت أن المشتبه به ينحدر من أم إسبانية وأب سويسري، وهو يدعى «زولر كيفروس» وكان قد انتقل للإقامة في المغرب قبل ثلاث سنوات.وهو من مواليد1993 بجنيف،وقد الإسلام في عام 2011 بالمسجد الكبير بمدينة جنيف أربع سنوات قبل دخوله المغرب سنة 2015.