دخلت قضية الوحدة المغاربية مداخل الجد بعد الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء ، والتي أعلن من خلالها عاهل البلاد عن توجه رسمي لخلق آلية تشاور وحل المشاكل بين أهم قطبين في اتحادنا المغربي الكبير، أي الجزائر والمغرب، وهو توجه نهجته الخارجية المغربية بعد لقاء رئيسها بسفير الجزائر بالمملكة . الوحدة المغاربية، ليست مجرد فكرة تاريخية أو طموح سياسي فقط، بل فكرة مؤسسة لقطب كبير داخل القارة، وهي مدعومة بالتاريخ والجغرافيا واللغة والدين وبالمعطيات الاقتصادية الواقعية والموجودة بأراض فلاحية خصبة ومقومات صناعة كبيرة من ثروات باطنية ووجود الغاز والبترول والفوسفاط وبإمكانات احتياطية كافية لتغيير الخريطة، بما يفيد بناء القارة السمراء وخلق توازن شمال- جنوب مع القارة العجوز، التي أضحت متخوفة من الهجرة ، ومغرب كبير باقتصاد منفتح مفتوح في وجه التنمية البشرية، كاف لجعل الهجرة من الماضي، بل واستقبال هجرات حتى من الشمال ومن خارج القارة في هجرة مضادة ضرورية لخلق توازن جديد. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جدد بالمناسبة ارتباطه بهذا الأفق الواعد، مستندا إلى مرتكزات تأسيسه، كامتداد لحركة التحرر الوطني، والتي وضعت المغرب الكبير نصب أعينها من البداية ، فجميع مقررات الحزب من خلال بياناته الرسمية، ومنذ التأسيس، تشير إلى المغرب العربي، وضرورة إخراجه للوجود ليس فقط بخلفية النوستالجيا التاريخية، ولكن بأفق المستقبل، وبحق أجيال الغد في البناء والتطور والعيش المشترك والاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة. ففي دعوة الاتحاد الاشتراكي بقيادته ورمزه التاريخي عبد الرحمن اليوسفي، يمتزح الحاضر بالمستقبل وبالوفاء لأجيال النضال جميعا ، لأن الاتحاد خلق كترجمة لفكروتطلع من أجل بناء الوطن، وأدى في ثباته على هذا الاختيار، أكثر الضرائب فداحة في التاريخ المغربي القديم والجديد، ومع ذلك تستمر الرسالة بنبل وإباء وتعال عن الجراح والشروخ . اليوم، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، نرى تفاعل الاتحاديين والاتحاديات، من مختلف الأجيال، استجابة لدعوة الوطن، لأننا دوما وضعنا الوطن فوق جراحنا. إن الحضور الكثيف اليوم، في مبادرة المجاهد عبد الرحمن اليوسفي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الكاتب الأول ادريس لشكر بوجدة، من أجل قوة مغاربية بقيادة الجارين الكبيرين المغرب والجزائر ، سيؤكد أن المصلحة كبرى، وأنها معركة من نوع خاص، كما خاضها الآباء المؤسسون للحلم المغاربي الكبير، وأنه لا بديل عن الاضمام إلى هذا التوجه، الذي يعلو على كل الحسابات ، فحين يحضر الوطن يتوارى كل شيء. لذا، يجب الحج إلى وجدة دون انتظار توجيهات، لأن الواجب نادى من أجل أن نبدع كما أبدعنا في السابق كل أشكال التعبير، لدعم المبادرة، لأنها من صميم وجود حزبنا كاستمرار لحركة التحرير الشعبية. وللتذكير، فهذا هو نص الإعلان الرسمي للقاء، حيث باقتراح من المجاهد و القائد الوطني الاتحادي عبد الرحمن اليوسفي، ينظم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، برئاسة الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر مهرجانا وطنيا، تحت شعار «المغرب و الجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي» بحضور كل من الطيب البكوش الأمين العام لاتحاد المغرب العربي والأخ عبد الواحد الراضي رئيس اللجنة البرلمانية الموضوعاتية حول المغرب العربي ومبارك بودرقة مناضل من زمن الرصاص وحقوقي والمساهم في فكرة الإنصاف والمصالحة…و ذلك يوم الجمعة 7 دجنبر على الساعة الخامسة مساء بمسرح محمد السادس بمدينة وجدة..