بعد أقل من أسبوع على خطاب المسيرة الخضراء الذي خصص العاهل المغربي الجزء الأكبر منه للعلاقة بين المغرب والجارة الجزائر، حيث دعا الى فتح حوار عبر اقتراح آلية مشتركة لعودة العلاقات الى طبيعتها، رحب الزعيم التاريخي المغربي عبد الرحمن اليوسفي بهذه الخطوة، مؤكدا أنه استقبلها بغبطة عالية وبارتياح كبير، مشددا على أن البلدين الجارين ليسا في حاجة لوساطة لحل خلافاتها العالقة. ووصف الزعيم اليساري الكبير خطاب العاهل المغربي، بأنه خطاب صادق لا يقبل المزايدة فيه، مشددا على أن الموقف الذي طرحه الملك محمد السادس لا غاية منه غير ايجاد الحلول الناجعة للخلافات العالقة بين البلدين. وعبر رئيس الحكومة الأسبق في عهد الراحل الملك الحسن الثاني، عن سعادته باحالة الملك محمد السادس على مؤتمر طنجة، الذي ذكره في خطابه، والذي جمع الأحزاب المغاربية سليلة الحركات القومية المطالبة بالاستقلال، والذي حضره في نيسان/ ابريل 1958 تونسوالجزائر والمغرب، مذكرا بأمل لقاء مراكش الذي انبثق عنه اتحاد المغرب العربي الكبير، في اقرار وحدة تضم البلدان الخمس، المغرب وموريتانيا والجزائروتونس وليبيا. ودعا اليوسفي، وهو أحد شيوخ اليسار كما يوصف في المغرب، الجميع الى استخلاص الدروس من الأعطاب التي طالت الاتحاد المغاربي، مضيفا أن مبادرة العاهل المغربي تفتح الباب من جديد لتجاوز الخلافات والمعيقات تطلعا لأفق أوسع لوطننا العربي والقارة الافريقية والفضاء المتوسطي. وحذر زعيم حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” اليساري القومي، في رسالة مفتوحة، من المصير المجهول الذي يتهدد المنطقة، مُستعيدا “كلمات أخي الديبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي” القلقة التي عبر فيها خلال حلوله بالرباط، عن يأسه من فشل جيله في تحقيق حلم المغرب العربي الكبير، والتي تمنى فيها من القادة الجدد في كل من الجزائر والمغرب، انجاز هذه المهمة.
من جهته، دعا الزعيم اليساري بنسعيد آيت يدر، الفرقاء السياسيين والنقابيين والفعاليات الأهلية والنخب المؤثرة الى القيام بأدوارها في تجسير وتقوية قنوات الاتصال التي قال أنها لم تنقطع قط بين الشعبي، مشددا على أن هذا العمل الإستراتيجي يسمو فوق كل الظرفيات.
ووجه آيت ايدر، وهو أحد رموز المقاومة المغربية في زمن الانتداب الفرنسي، نداءً عبر “مركز محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات”، تحت عنوان “لتجسير العلاقات الجزائرية المغربية”.
ولفت النداء الى أن الروابط المتنوعة بين الشعبين الجزائري والمغربي لا تحتاج إلى تأكيد، غير أن ما عرفته العلاقات الرسمية بين البلدين منذ بداية الستينيات إلى اليوم فوتت على الشعبين وعلى المنطقة المغاربية العديد من فرص التعاون والتكامل، حسب تعبيره. وأكد آيت ايدر على أن بناء علاقات إيجابية جديدة تتطلب في البداية توقيف كل الحملات الإعلامية في البلدين لتصفية الأجواء.