قال محمد بنسعيد آيت يدر، الزعيم اليساري وأحد رموز المقاومة المغربية قبل الاستقلال، إن خطاب الملك محمد السادس الذي دعا إلى الحوار مع الجزائر "فتح أفقاً جديداً بلغة جديدة للمكاشفة والتصارح". يأتي هذا في وقت تواردت ردود الفعل، دولياً وإقليمياً، تُثمن خطوة الملك لإنهاء خلافات البلدين من خلال اقتراح إحداث آلية سياسية تناقش مختلف المواضيع الخلافية، واعتُبرت هذه المبادرة إيجابية. ووجّه بنسعيد آيت يدر نداءً بعنوان "لتجسير العلاقات الجزائرية المغربية"، أصدره اليوم الثلاثاء باسم "مركز مجمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات"، قال فيه إن على الأحزاب والنقابات وفعاليات المجتمع المدني والنخب المؤثرة أن تقوم بأدوارها في تجسير وتقوية القنوات التي لم تنقطع قط بين الشعبي، خاصة أن هذا العمل الإستراتيجي يسمو فوق كل الظرفيات، حسب تعبيره. وقال النداء الذي توصلت هسبريس به: "إذا كانت الروابط المتنوعة بين الشعبين الجزائري والمغربي لا تحتاج إلى تأكيد؛ فإن ما عرفته العلاقات الرسمية بين البلدين منذ بداية الستينيات إلى اليوم فوتت على الشعبين وعلى المنطقة المغاربية العديد من فرص التعاون والتكامل". وأشار بنسعيد، من خلال ندائه، إلى أن هذا التكامل "تطلعت إليه شعوبها منذ برزت فكرة المغرب الكبير خلال مخاضات النضال المشترك، وكانت محور حماس وحدوي جامح ما لبث أن انطفأ مع قيام الدول القُطرية وبقيت القيادات التاريخية تلح عليه في كل مناسبة سنحت. ومع ذلك ضاعت العديد من الفرص". وزاد آيت يدر قائلاً: "وحرصا منا على ألا تضيع فرص أخرى، أرى أن الخطاب الملكي الأخير فتح أفقاً جديداً بلغة جديدة للمكاشفة والتصارح في سبيل بناء علاقات إيجابية بين الجزائر والمغرب". وأضاف المقاوم المعروف: "أنا الذي عشت في ضيافة الشعب الجزائري أكثر من خمس سنوات وأعرف تطلعاته إلى الوحدة، آمل أن يتجاوب إخوتنا في الجزائر حكومةً وشعباً ونخباً مع هذه الفرصة". ويرى آيت يدر أن البداية لبناء علاقات إيجابية ستكون ب"توقيف كل الحملات الإعلامية في البلدين لتصفية الأجواء"، مشيراً إلى أن التطورات التاريخية بين الشعوب تتم عبر جدل فعل الدول وفعل المجتمعات المعنية. وبعدما أورد أن فعل الدول غالباً ما يتم عبر القنوات الدبلوماسية؛ شدد محمد بنسعيد آيت يدر على أن "الفعل المجتمعي للإنجازات الإستراتيجية يتم بواسطة آلياته وإطاراته". ومن أجل نجاح الأمر، يقول آيت يدر: "لكي لا نفوّت هذه الفرصة؛ وحتى نضمن النجاح المأمول لتجسير العلاقات الجزائرية والمغربية، فإننا إلى جانب المجهودات التي يلزم أن تقوم بها القنوات الرسمية أرى أن على الأحزاب والنقابات وفعاليات المجتمع المدني والنخب المؤثرة أن تقوم بأدوارها في تجسير وتقوية القنوات التي لم تنقطع قط بين الشعبين. خاصة وأن هذا العمل الاستراتيجي يسمو فوق كل الظرفيات". وأكد النداء أنه "لا تَقدم إلا في ظل الإنصاف والديمقراطية والمواطنة الحقة والشراكة الفعلية"، وعبر عن انتظاره لترسيخ قواعد الديمقراطية من لدن المسؤولين في البلدين وتوسيع دائرة المشاركة بما يُرجع الثقة ويهيئ الظروف التي ستساعد على تقوية المبادرات الرسمية، والإسهام في إعادة بناء المواطنة المغاربية. كل ذلك يرى بنسعيد أنه سيسهم في "إطلاق سيرورة حماس شعبي بمبادرات مدنية مؤسسة قاعدتها الشباب المغاربي ودعامتها رموز كثيرة وشخصيات جزائرية ومغربية. وهو ما سيفتح أفقاً رحباً لبناء الفضاء المغاربي القادر على حل كافة المشاكل وإطلاق ديناميات التطور التي تنمو فيها المواطنة المغاربية بتكامل وتناغم المواطنات القطرية".